"الفاء"عاطفة تدل على الترتيب والتعقيب ، أي أجبناه عقب سؤاله ، والتعدية باللام تدل على كمال الاختصاص بالداعي والعناية به ، وإصلاح زوجه هو جعلها صالحة للولادة ، بعد أن جف جهازها التناسلي ، وقد كانت في ذاتها عاقرا لا تلد ، وسبحان الفعال المختار الذي لا تحكمه الأسباب بل يحكمها وهو الفعال المختار .
وقوله{ له} "اللام"معناها لأجله وتكريما له ، وعناية به واستجابة لدعائه ، وكان زكريا ويحيى خيرا خالصا ، وكذلك الأنبياء السابقون جميعا ، ولذا قال تعالى في أوصافهم:{ إنهم كانوا يسارعون في الخيرات} أن يتسارعون إلى الخيرات ، كأنهم يتسابقون ، وكانت التعدية ب{ في} للإشارة إلى أنهم يسارعون يسابق بعضهم بعضا في دائرة الخيرات لا يخرجون عنها ، فالخيرات أحاطت بهمه إحاطة الدائرة ، و{ الخيرات} الأعمال النافعة التي قصد بها وجه الله والعبادة الخالصة له سبحانه ،{ ويدعوننا رغبا ورهبا} ، الرغب معناه السعة ، والمعنى يدعون ربهم في حال السعة والرخاء ، والرهب الخوف مع الاضطراب والانزعاج ، والمعنى يدعونه سبحانه وتعالى في حال رخائهم ، وحال شدتهم وانزعاجهم ، فهم يدعونه في كل الأحوال ، لا كأولئك المشركين الذين يدعون الله في الشدة ، فإذا ذهبت إذا هم يشركون ،{ وكانوا لنا خاشعين} أي خاضعين خائفين راجين الرحمة .