{ ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير 6} .
{ ذلك} الإشارة إلى تحويل كون الإنسان من تراب إلى نطفة ، ثم إلى مضغة مخلقة وغير مخلقة ، ثم قراره في الرحم حتى يستكمل نموه في الدور الأول في بطن أمه ، ثم يخرج طفلا في الوجود ، ثم يبلغ أشده ، وإنزال الماء والنبات ، كل ذلك بسبب أن الله هو الحق ، ف"الباء"للسببية{ الحق} ، أي الثابت في ذاته المطلق في الوجود كله ، فهو الموجود واجب الوجود ، وكل موجود يستمد وجوده منه ، وهو يخلق سبحانه وتعالى الأشياء ابتداء ويخلق بعضها من بعضها ، فلا غرابة أن يخلق من الرميم حيا ، ولو كانت في تكوين حجارة أو حديد ، أو ما هو أقوى صلابة من هذين ،{ وأنه يحيي الموتى} ، لأنه خلقها ابتداء فإعادتها أسهل عليه ، كما قال تعالى:{. . .كما بدأكم تعودون 29} ( الأعراف ) ، ثم ذكر سبحانه وتعالى قدرته عز وجل ب "أن"المؤكدة ، وذكر لفظ الجلالة الذي يشتمل على الوصف كماله ، والتنزيه من كل نقص ، وأكده بتقديم الجار والمجرور{ على كل شيء} على{ قدير} ، لأن ذلك يدل على عظيم اهتمامه بخلقه .