/م5
6 - ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
الحق: الثابت الذي يحق ثبوته .
وأنه يحيي الموتى: يقدر على إحيائها ،كما أحيا النطفة والأرض الميتة .
وأنه على كل شيء قدير: لأن قدرته لذاتها ،فمن قدر على إحياء بعض الأموات لزم اقتداره على إحياء كلها .
أي: ذلك المذكور الذي بينته لكم ،من خلق الإنسان والحيوان ،والنبات ،وانتقال كل مخلوق من حال إلى حال ،بسبب أن الله هو الحق الثابت ،الذي لا شك فيه ،وهو القادر على إحياء الموتى وبعثهم من قبورهم ،كما أحيا الجنين في بطن أمه ،وكما أحيا الأرض بعد موتها ،وهو سبحانه على كل شيء قدير ،فلا يعظم عليه شيء ،لأنه الإله الحق ،وما سواه كالأصنام لا ينفع ولا يضر ولا يسمع ولا يجيب ،وتأتي هذه الآية ،بمثابة الدليل والتأكيد ،على قدرة الله على البعث والحشر ،وعلى امتداد قدرته لتشمل كل شيء ،حيث كان كفار مكة ينكرون البعث ،ويستكثرون عودة الأجسام بعد موتها وتفتتها ،وشمول البلى لها ،فبين القرآن أن قدرة الله لا حدود لها ،وأن الله الذي أوجد الإنسان من العدم ،قادر على إعادة خلقه ،قال تعالى:
وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ .( يس: 78 ،79 ) .