إن أهل الديانات التي تنتمي لأصل سماوي يعترضون على الإسلام بما اشتمل عليه من أحكام ليست عندهم ، فرد الله تعالى كلامهم بقوله تعالى:
{ لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم 67} .
المنسك مكان النسك وهو العبادة ، أو مصدر ميمي ، والمراد العبادة أيضا ، ويقرر أكثر المفسرين أن النسك هو شرائع النبيين ، كقوله تعالى:{. . . لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا . . . 48} ( المائدة ) ، فالله تعالى جعل لكل أمة شريعة جاء بها نبيها ، وجاءت شريعة مهيمنة على كل الشرائع ، وخاتمة لها ، وناسخة لما يخالفها ، ولو كان موسى بن عمران حيا ما وسعه إلا إتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، لأن شريعته هي خاتمة الشرائع الإلهية ، وقوله تعالى:{ هم ناسكوه} ، أي العابدون الله تعالى على منهاجه ، والضمير يعود على النسك ، وناسكوه كما أشرنا:سالكون طريق العبادة الذي سن فيه .
{ فلا ينازعنك في الأمر} ، "الفاء"للإفصاح ، أي إذا كان لكل أمة دين ، فلا ينازعنك في الأمر ، و"لا"ناهية ، والنهي لمن يحتمل أن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم ومعناه النهي عن تمكينهم من منازعته ، وردهم في هذه المنازعة والمجادلة