{ وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ( 80 )} .
الضمير يعود أيضا إلى الله جل جلاله ، وذلك لتربية المهابة في النفس ، والمعنى:هو الله الخالق الذي يحيي الإنسان كل يوم وكل ساعة من زمان ، فينشئ من يحييه ، ويميت من ينتهي أجله ، فإذا جاء أجله لا يستأخر ساعة ، ولا يتقدم ساعة ، ولكل أجل كتاب .
وكما ذكر الله سبحانه وتعالى أنه يملك الحياة والموت ، وأننا نعاين كل يوم من يموت ، ومن يولد ، ويستقبل الحياة فلله سبحانه وتعالى ما هو أعظم وأكبر ، له الليل والنهار ، وذكر سبحانه وتعالى اليل والنهار باللام على أن ذلك في سلطانه وقبضته سبحانه للإشارة إلى السموات والأرض في قبضته ، لأن الليل والنهار يجيئان من دوران الأرض حول الشمس أي من صلة الأرض بالسماء وطولهما وقصرهما يتبعان ذلك ، فذكر الليل والنهار يومئ إلى سلطان الله تعالى الكامل على السماء والأرض وما بينهما وعلى الوجود كله ، وإذا كانت الحياة والموت تصور خلق الأحياء ، وأنه في سلطان الحياة والموت ، فإن ذكر اختلاف الليل والنهار يصور سلطانهسبحانه وتعالىعلى كل الوجود .
ثم قال تعالى:{ أفلا تعلقون} "الفاء"لترتيب ما بعدها على ما قبلها ، والاستفهام للتحريض على التفكير بعقولهم ، والموازنة بين الحقائق التي يرونها بأعينهم ، والمعنى إذا رأيتم ذلك عينا ومحسوسا ألا تدركون بعقولكم أن الله قادر على كل شيء ، وعلى الإعادة بعد الموت ، وأنتم ترون كل حياة وموتا ، والليل والنهار خلفة ، ذلك هو الله خالق كل شيء ، ولكنهم مع ذلك ينكرون البعث ودلائله قائمة ثابتة تقرع حسهم .