ولقد أمره سبحانه أن يسألهم سؤالا ثالثا:
{ قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ( 88 ) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ( 89 )} الملكوت صيغة مبالغة تفيد الملك الممكن الذي لا سلطان إلا له ، فالواو والتاء للمبالغة ، كجبروت ، ورهبوت ورحموت ، وزيادة المبني تدل على زيادة المعنى ، و{ من بيده} ، أي من له السلطان والملك الكامل لأقصى أنواع الملك ، وهو يقبضه كما يقبض صاحب الصولجان{[1546]} .
وقد صور الله سبحانه وتعالى اتساع سلطانه ، وفرضه على كل إنسان وكل شيء بذي قوة يضم إلى جواره من يشاء ، ويمنعه من أن تصل إليه يد معتدية ، لا يمكن أن يكون لأحد جوار يمنعه سبحانه من أن ينزل من الهلاك ما شاء لمن شاء ، لأنه فوق العالمين لا يسأل عما يفعل ، وهم يسألون:{ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} ، وأتى ( إن ) ، لأن حالهم من الشرك تدل على أنهم لا يعلمون ،