قد عرفت آنفاً نكتة تكرير القول .
والملكوت: مبالغة في الملك بضم الميم .فالملكوت: الملك المقترن بالتصرف في مختلف الأنواع والعوالم لذلك جاء بعده{ كل شيء} .
واليد: القدرة .ومعنى{ يجير} يغيث ويمنع من يشاء من الأذى .ومصدره الإجارة فيفيد معنى الغلبة ،وإذا عدي بحرف الاستعلاء أفاد أن المجرور مغلوب على أن لا ينال المجارَ بأذى فمعنى{ لا يجار عليه} لا يستطيع أحد أن يمنع أحداً من عقابه .فيفيد معنى العزة التامة .
وبني فعل{ يجار عليه} للمجهول لقصد انتفاء الفعل عن كل فاعل فيفيد العموم مع الاختصار .
ولما كان تصرف الله هذا خفياً يحتاج إلى تدبر العقل لإدراكه عُقب الاستفهام بقوله:{ إن كنتم تعلمون} كما عقب الاستفهام الأول بمثله حثاً لهم على علمه والاهتداء إليه .
ثم عقب بما يدل على أنهم إذا تدبروا علموا فقيل{ سيقولون لله} .