الله يؤيد الرسل
إن المشركين أثاروا من أوهامهم أمورا حول النبي صلى الله عليه وسلم ، فزعموا أنه يريد مالا ، وزعموا أنه مجنون ، وأنه ساحر إلى آخر ما أوحت به أوهامهم ، فبين الله سبحانه أنه ما كان إلا بشرا رسولا ، وقال:
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ( 56 ) قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاء أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا} .
الجملة السامية الأولى دالة على القصر بالنفي والإثبات أي ما أرسلنا ذا سلطان ، ولا ذا مال ، لا لأي عرض من أعراض الدنيا ، ولكن أرسلنا مبشرا بالحق داعيا إليه منذرا من يتمسك بالباطل أو يدعو إليه ، أرسلناك فقط لتبشير من يبتغون الحق بالنعيم المقيم وجنة الفردوس ، ومن يصرون على الباطل لهم عذاب الجحيم .
ومعنى هذا القصر الثابت بالنفي المستغرق ، والاستثناء الموضح أنه صلى الله عليه وسلم هاد مرشد ، فلا تعبثوا بهذه الحقيقة بما تثيرون من أوهام باطلة ، وتصدون عن سبيل الله تعالى بهذه الترهات الفاسدة .