{ ليقطع طرفا من الذين كفروا او يكبتهم فينقلبوا خائبين} في هذا النص الكريم بيان لثمرات نصر الله تعالى ، وفيه يتبين ان نصر الله لعبادة المؤمنين ينتهي إلى غايات منها:ان يقطع طرفا من الذين كفروا ، وفسر العلماء ذلك بأن يقتل فريق منهم ويؤسر فريق ، فإن ذلك قطع لهم ، وعندي ان قطع طرف من الذين كفروا يتحقق بذلك ، ويتحقق بما هو أقوى منه ، وهو ان تنقص عليهم الأرض من كفروا يتحقق بذلك ، ويتحقق بما هو أقوى منه ، وهو ان تنقص عليهم الأرض من أطرافها ، ويستولي على جزء من أرضهم ، حتى يتحقق قوله تعالى:{ وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم . . .27}[ الأحزاب] . ومن غايات النصر ونتائجه ان يكبت الله تعالى الذين كفروا بسبب كفرهم ، والكبت يطلق بعدة معان ، فيراد به الرد العنيف ، ويراد به شدة الغيظ ، وقيل:عن أصله الكبد ، أي إصابة الكبد وتقريحه بالغيظ الشديد ، ويطلق ويراد به الخزي ، والمعنى ان من غايات نصر الله تعالى للمؤمنين ان يصاب الذين كفروا بالغيظ الشديد والخزي والألم النفسي ، حتى يخبو صوت الكفر ، ويعلو صوت الإيمان ، ويصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعند الناس ينقلبون ، أي يعودون خائبين . وفي التعبير عن العودة بالانقلاب إشارة إلى ان مقاصدهم قد انقلبت ، فقد أرادوا اقتلاع الإسلام فما وهن المسلمون ، وأرادوا ان يطفئوا النور فما انطفأ ، فالانقلاب عودة من غير تحقق المقاصد ، وفي هذا إشارة إلى ان الجراحات التي أصابت المؤمنين لم تكن نصرا للكافرين ، بل قد كانت ثمرة النصر للمؤمنين ، إذ قد انقلب الكفار خائبين:{ ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا . . .25}[ الأحزاب] ،{ وعلى الله فليتوكل المؤمنون11}[ إبراهيم] .