{ إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا} إن اليتامى مظنة ان يبخسوا في الميراث ، فأكل مالهم هنا ظلما هو بخسهم حظهم في الميراث ، او أكل الأوصياء أموالهم والأخذ من مال اليتيم سماه الله تعالى أكلا لما فيه من معنى الأخذ وان يقصد به تنمية ماله كما ينمي جسمه بالأكل ، ولكنها تنمية آثمة مآلها البوار"ومن نبت لحمه من حرام فالنار أولى به"{[675]} وقال سبحانه{ ظلما} لكمال التشنيع على الكل ، إذ هم يظلمون ضعيفا لا يقوى على الانتصاف منهم ، وقد ذكر سبحانه إثم ذلك الكل بقوله:{ إنما يأكلون في بطونهم} و هذا تصوير لضرر الأكل عليهم ، لأنه يكون أكلهم كمن يأكل النار و يضعها في بطنه أي يملأ بطنه بها فهو في ألم دائم حتى يهلك ، وكذلك دائما من يأكلون أموال اليتامى لا يأكلون اكلأ هنيئا ولا مريئا ، بل هم في وسواس دائم حتى يقضى الله عليهم ، وقد رأينا بيوتا خربت لأنها أكلت مال اليتيم . وهذا عقابهم في حاضرهم ، اما العقاب الذي ينتظرهم في الآخرة فقال:{ وسيصلون سعيرا} أي ستوقد بهم نار شديدة الأوار ، يستمرون في بلاء شديد منها . اللهم ارزقنا رزقا حسنا ، وجنبنا ما حرمت ، وأقنعنا بالحلال الطيب ، إنك سميع الدعاء .