{ وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا} واضح ان هذا النص وارد في اليتامى ، ويحتمل ان يكون المراد الحث على إعطاء اليتامى غير الوارثين مقدارا يعين على إصلاحهم ، ويكون تخصيصهم بالذكر للحث على إكرام اليتيم ، وذلك سنن القرآن الكريم دائما ، ويحتمل وهو الراجح ان يكون الكلام في شأن نصيب اليتامى في التركات ، ويكون المخاطبون غير المخاطبين فيما مضى أو هم ، ولكن لعمل آخر وهو المحافظة على حق اليتيم في الميراث فلا يضيع ، وقد حث سبحانه على المحافظة على حق اليتيم بأبلغ تعبير ، فقال ما معناه:على الذين يتحكمون في مال اليتيم فيطففونه او تكون عندهم هذه النية ان يخافوا على أنفسهم ، ويخشوا ان يكون لهم من بعدهم ذرية ضعاف أي أولادا لا حول لهم ولا طول ، ويكونوا يتامى كهؤلاء الذين يتحكمون فيهم ، وإذا كانوا كذلك فليتقوا الله في مال اليتيم ولا ينقصوه ولا يضيعوا له حقا ؛ فإن القصاص سيكون في أولادهم ، وقد جعل الله تعالى من شعورهم بالحنان على ذرياتهم باعثا لهم على الحنان على أيتامهم ، وخير الناس من يجعل من شعوره بالمحافظة على العزيز عنده شعورا مثله لمن يكونون في مثل امره .
وقد فسر بعضهم القول السديد هنا بما يقارن القول المعروف ، ونحن نرى ان القول السديد هو القول المسدد نحو الحق المصيب للهدف ، وذلك بأن يقول القول لا تطيبا لليتامى فقط ، بل يقوله للمحافظة على حقوقهم ، فإن رأى من المقتسمين رغبة في نقصهم سدد القول وقال الحق ومنع الظلم حتى لا يؤكل نصيب اليتيم في التركة ، او يضيع حقه في أي تصرف من التصرفات .