{وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا}
المفردات:
وليخش الخشية: الخوف والحذر .
قولا سديدا: عدلا وصوابا .
خلاصة معنى هذه الآية: عاملوا اليتامى بمثل ما تحبون أن يعامل به أولادكم من بعدكم .
والآية وصية إلى الأولياء برعاية اليتامى رعاية أبويه مخلصة ،فيها الحنان ،والعطف والمحافظة على مال اليتيم ،وقد لمس القرآن شغاف القلوب ،قلوب الآباء المرهفة الحساسية ،بتصور ذريتهم الضعاف مكسوري الجناح ،لا راحم ولا عاصم كي يعطفهم هذا على اليتامى ،الذين وكلت إليهم أقدارهم ،بعد ان فقدوا الآباء ،فربما تعرض أبناؤهم غدا لمثل هذا الموقف ،فليعاملوا اليتامى بمثل ما يرغبون أن تعامل به أبناؤهم من بعدهم .
{فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا} .فليتقوا الله في كل شأن من شئونهم ،وفي أموال اليتامى فلا يعتدوا عليهم ،وليقولوا لليتيم ما يقوله الوالد لولده ،من القول الجميل ،والهادي له إلى حسن الآداب ،ومحاسن الأفعال .
والسديد: المصيب العدل الموافق للشرع .
يقول الأستاذ الشيخ محمد الطاهر بن عاشور:
وفي الآية الكريمة ما يبعث الناس كلهم على ان يغضبوا للحق ،وأن يأخذوا على أيدي أولياء السوء ،وأن يحرسوا أموال اليتامى ،ويبلغوا حقوق الضعفاء إليهم ،لأنهم إن أضاعوا ذلك يوشك أن يلحق أبناءهم وأموالهم مثل ذلك وان يأكل قويهم ضعيفهم ،فإن اعتياد السوء ينسي الناس شناعته ،ويكسب النفوس ضراوة على عمله34 .