{ بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما( 138 )الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا( 139 ) وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا( 140 ) الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا( 141 )} .
/م138
والتعبير بقوله:{ بشر المنافقين} فيه نوع مجاز ، لأن البشارة لا تكون غالبا إلا في الخبر السار ، ويقول في ذلك الأصفهاني في مفرداته:"وبشرته أخبرته بسار بسط بشرة وجهه ، وذلك أن النفس إذا سرت انتشر الدم فيها انتشار الماء في الشجر . . ويقال للخبر السار البشارة والبشرى قال تعالى:{ لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة( 64 )}( يونس )".
وقالوا إن التعبير بالبشرى في هذا المقام وهو إنذار المنافقين بالعذاب الأليم فيه نوع تهكم بهم ، لأن المنافق فيه طمع وهو يريد النفع الدنيوي ، أو المادي فيقال لهم ما تنتظرونه من أمر مبشركم ويرضي مطامعكم هو عذاب شديد . مؤلم أشد الإيلام ، فهو ثمرة نفاقكم ، فما غرستم من غرس هو شر محض ، فلا ينتج إلا شرا .