والمجموعة الثانية:تمتاز بالروحانية والزهادة في الدنيا إلا ما يكون الحلال الصرف وهم زكريا ويحيى وعيسى وإلياس ، فزكريا هو الذي كان قائما على المسجد الأقصى وهو الذي ربى مريم البتول:(. . .وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله . . .37 ) ( آل عمران ) .
ويحيى ابنه الذي كان إجابة دعوة أبيه زكريا اذ نادى ربه نداء خفيا ، فأجاب الله نداءه ) ( فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين 39 ) ( آل عمران ) .
وعيسى كانت ولادته معجزة وكانت حياته كلها معجزة وقد أتى بالبينات كان ينفخ في الطين كهيئة الطير فيكون طيرا بإذن الله وينادي الموتى فيخرجون من قبورهم بإذن الله ويبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله وينبئهم بما يأكلون ويدخرون في بيوتهم وإلياس كان قليل الطلب للحياة وملاذها كإخوانه من أولئك ذوي الأرواح الطاهرة وانه حيث كانت المادة كان النزاع في الأرض وحيث غلبت الروحية كان الصلاح في الأرض وكان منع الفساد ولذلك قال تعالى عقب ذكر هذه المجموعةالطاهرة التي امتلأ قلبها بنور الله والروح الزاهدة .
وقد وصفهم الله تعالى بوصف الصلاح الكامل لانه ذهبت عنهم كل أدران المادية الداعية الى النزاع في الأرض
( كل من الصالحين ) أي كل واحد من هؤلاء من الصالحين الداخلين في جماعاتهم وهم وجهاء في الدنيا والآخرة .