لم يكن لموسى وقد رأى الإرهاب لبني إسرائيل إلا أن يثبتهم ، فقال لهم:{ استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده
والعاقبة للمتقين} .
أي اجعلوا استعانتكم بالله واتكلوا عليه ، واصبروا على ما ينزل بكم ، ولا تحسبوه الشر الذي لا ينتهي فإن ملك فرعون زائل ، وطغيانه منته ، ولن يخلد أو يبقى ، فإنه ستزول دولته . والأرض تكون لمن يرثها من الصالحين ، والعاقبة والنهاية للمتقين ، قال ذلك تثبيتا لقلوب بني إسرائيل ، ومن اتبعه من المؤمنين:فقد حكى الله تعالى قولهم فقال:{ قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ( 129 )} .