وكان نهى الله تعالى لهما ألا يقربا هذه الشجرة والنهي عن القرب نهى عن الأكل بالأولى ولا نعلم ما هذه الشجرة فلا نحاول تعرفها ما دام الله تعالى لم يسمها ولكن إبليس وجد الباب الذي يدخل منه ليوسوس لهما ، فكان في ذلك قوله تعالى:( فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما روي عنهما من سوءتهما ) فوسوس الشيطان وهو إبليس اللعين وعبر عنه هنا بالشيطان لفساده وحركاته الفاسدة والوسوسة:الصوت الخفي وتطلق الوسوسة على حديث النفس فيقال وسوست إليه نفسه ، أي حدثته بفعل معين . تحدث اليهما موسوسا بأن يأكلا من الشجرة وكانت النتيجة أن بدت لهما سوءاتهما وهي العورة التي يسوء النظر اليها ، وكانت النتيجة الوسوسة ولأنها نتيجة تأكد وقوعها جعلت كأنها الباعث على هذه الوسوسة اذ جاء باللام في قوله:( ليبدي لهما ) وكيف كانت الوسوسة ؟ .
ذكرها الله تعالى متحدثا عنه مبينا:( وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ 20 ) إنه يؤتى الإنسان من رغبة العلو والبقاء وقد أتاهما الشيطان من هذه الناحية التي يبتغيها الإنسان بفطرته فقال كاذبا:( ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا أن تكونا ملكين ) أي الا لمنع أن تكونا ملكين ( أو تكونا من الخالدين ) ويكون تقدير الكلام إلا كراهية أن تكونا ملكين والنفس الإنسانية طامحة على العلو وحب البقاء فكان ذلك السبيل لإغوائهما الى الأكل وقد غرهما ثم أراد أن يثبت لهما انه ناصح لهما فاقسم بأنه لهما من الناصحين .