المفردات:
فوسوس لهما: ألقى إليهما الوسوسة: يقال: وسوس له وإليه ،وهي في الأصل: الصوت الخفي المكرر ،ومنه قيل لصوت الحلى: وسوسة .وسوسة الشيطان للبشر: ما يجدونه في أنفسهم من الخواطر الرديئة التي تزين لهم ما يضرهم في أبدانهم أو أرواحهم .
ليبدي لهم: لتكون عاقبة ذلك أن يظهر لهما ما ستر عنهما من عوراتهما ،وكانا لا يريانها من أنفسهما ولا أحدهما من الآخر .
ما وري: من المواراة وهو الستر .
سوآتهما: السوءة: العورة وسميت العورة سوأة ؛لأن انكشافها يسوء صاحبها .
إلا أن تكونا ملكين: أي: كراهة أن تكون ملكين ،أو لئلا تكونا ملكين .
التفسير:
فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وري عنهما من سوآتهما ...الآية .
أي: ألقى إليهما إبليس بالوسوسة والإغراء والتزيين للأكل من الشجرة حتى يسوءهما بظهور ما كان مستورا عنهما من عوراتهما .
فإنهما كانا لا يريان عورة أنفسهما ،ولا يراها أحدهما من الآخر .
ثم قد قيل: إنما بدت عوراتهما لهما لا لغيرهما .
وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين .
لقد حاول إبليس خداع آدم وحواء ،فأغواهما بالأكل من الشجرة ،وذكر لهما أنها منية النفس ،وأن الأكل منها طريق إلى الترقي من البشرية إلى الملائكية ،أو إلى الخلود في الجنة والبقاء فيها بدون موت أو طرد أو حرمان .