قوله:{فوسوس لهما الشطان ليبدي لهما ما وري عنهما من سوآتهما} .
الوسوسة ،الصوت الخفي ،وحديث النفس بما لا نفع فيه ولا خير .والوسواس اسم الشيطان{[1354]} .والمعنى: أن إبليس بما أوتي من قدرة ذاتية على التزيين والتغرير والإيحاء للنفس من داخلها بما يغريها ويغويها قد ألقى وسوسته لآدم وزوجه لكي يغويهما بعصيانهما أمر ربهما .فقد وسوس إبليس لهما{ليبدي لهما ما روي عنهما من سوآتهما} السوءات جمع سوأة ،وهي العورة ويراد بها الفرج ،لأن ظهوره يسوء صاحبه .واللام لم كي ؛أي لكي يظهر لهما ما غطي أو ستر من عوراتهما .وكانت عوراتهما مستورة بنور الله ،فلما عصيا زال عنهما النور فانكشفت عوراتهما .
قوله:{وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين} ذلك من تغرير إبليس وخداعه لآدم وزوجه .فإن إبليس لا يألو سبيلا أو حلية في إغواء آدم وذريته وإفسادهم .فها هو كشأنه في الإفساد والتضليل ،يراوغ آدم ويخادعه بزعمه الكاذب المكشوف أن الله ما نهاكما عن الأكل من هذه الشجرة{إلا أن تكونا ملكين} أي كراهة أن تكونا ملكين .أو لئلا تكونا ملكين تعلمان الخير والشر وتستغنيان عن الشهوات .
قوله:{أو تكونا من الخالدين} أي الذين لا يموتون بطبيعتهم ،أو الذين يلبثون في الجنة ماكثين خالدين .