قوله:{وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين} لكما ،متعلق بمحذوف .والتقدير: إني ناصح لكما لمن الناصحين{[1355]} .وقاسمهما ،أي أقسم أو حلف لهما ،بصيغة فاعلهما من اجل المبالغة .والمعنى: أن إبليس أقسم لآدم وزوجه إنه لمن ينصح لهما في مشورته لهما وفي أمرهما بالأكل من الشجرة .
كذلك يكذب إبليس ويخادع ويفتري على الله الكذب وهو يصطنع من الأساليب والحيل ما يغرر به البعاد فيضلهما تضليلا .وكذلك جنود إبليس من البشر في كل زمان ،فإنهم ليسوا أقل براعة ولا فظاعة في التحيل والخادع واصطناع المخططات والبرامج المذهلة لإيقاع البشرية في الفساد والضلال ولإغواء المؤمنين بالغ الإغواء ليبعدهم عن دينهم وليحرفوهم عن ملة الإسلام حرفا كليا إن استطاعوا وليثيروا في نفوس المسلمين على امتداد بلادهم وأوطانهم الشبهات والشكوك في منهج الله ،منهج الإسلام سواء كان ذلك بالترغيب الناعم المصطنع ،المموه بزخرف القول أو بالترهيب بكل ألوان التنكيل والتخويف والترويع{[1356]} .