{ وقاسمهما} أي حلف لهما بما يوهم صدقه ،والمقاسمة مفاعلة من أقسم إذا حلف ،حذفت منه الهمزة عند صوغ المفاعلة ،كما حذفت في المكارمة ،والمفاعلةُ هنا للمبالغة في الفعل ،وليست لحصول الفعل من الجانبين ،ونظيرها: عافاه الله ،وجعله في « الكشاف »: كأنّهما قالا له تُقسم بالله إنّك لمن النّاصحين فَأقْسم فجُعل طلبُهما القسمَ بمنزلة القسم ،أي فتكون المفاعلة مجازاً ،قال أو أقسم لهما بالنّصيحة وأقسما له بقبولها ،فتكون المفاعلة على بابها ،وتأكيد إخباره عن نفسه بالنّصح لهما بثلاث مؤكدَات دليل على مبلغ شكّ آدم وزوجه في نصحه لهما ،وما رأى عليهما من مخائل التّردّد في صدقه ،وإنّما شكّا في نصحه لأنّهما وَجدا ما يأمرهما مخالفاً لما أمرهما الله الذي يعلمان إرادتَه بهما الخير علماً حاصلاً بالفطرة .