{ ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا} .
إن الذين آمنوا بالبعث والنشور ، والجنة والنار فرحون مغتبطون بأنه تحقق لهم وعد الله تعالى لهم بالجنة ، وقد عاشوا فيها غير حاقدين ولا حاسدين ، حامدين الله تعالى على هدايتهم ، وقد أرادوا أن يزدادوا سروا باهتدائهم ، وأن يعرفوا هذا الذي جاءهم وعد الحق ، جاء مقابله للذين كذبوا بآيات الله تعالى واستكبروا عنها نالهم ما أوعدوا به من عذاب دائم خالد .
وقد نادى الملائكة مؤكدين إجابتهم التي لم يجدوا عنها حولا{ فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين} .
أي معلم من الملائكة بينهم ، أي بين الفريقين اللذين يتبادلان ذلك الحديث{ أن لعنة الله على الظالمين} ، أي أن الحال المستقر الثابت لعنة الله والطرد من رحمته ومن نعيم الجنة للظالمين الذين ظلموا أنفسهم بتضليلها وكفرها وظلموا الحق بالكفر به ، وظلموا الآيات الإلهية بتكذيبها ، وظموا الناس بأفعالهم .
ومثل هذا أو فيما معناه ، قوله تعالى:{ فاطلع فرآه في سواء الجحيم ( 55 ) قال تالله إن كدت لتردين ( 56 ) ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين ( 57 )} ( الصافات ) .