المفردات:
فأذن مؤذن: أعلم معلم من الملائكة ،أي: نادى مناد .
التفسير:
ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا قالوا نعم ...الآية .
تعرض الآيات مشهدا من الحوار الذي يدور يوم القيامة بين أصحاب الجنة وأصحاب النار ،وهو حوار يمثل الرضا والسعادة والفوز والامتنان من جانب المؤمنين ،ويمثل الحسرة والذلة والحرمان والقلق من جانب الكافرين .
وإنه لتصوير قوي بارع ،يحرك إليه النفوس ،ويهز المشاعر ،ويبين أن النهاية الأليمة المتوقعة لهؤلاء المكذبين ،إنما هي تسجيل اللعنة عليهم ،والطرد والحرمان من رحمة الله بسبب ظلمهم وانحرافهم .
قال الشوكاني في فتح القدير:
ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار .
أي ينادونهم بعد أن يستقر كل من الفريقين في منزله .
أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا .
أي: إنا قد وصلنا إلى ما وعدنا الله به من النعيم ،فهل وصلتم إلى ما وعدكم الله به من العذاب الأليم ؟اه .
قالوا: نعم .أي: وجدنا ما وعدنا ربنا حقا وفي رواية .
نعم .بكسر العين وهي لغة فيه ،كما يقول أبو السعود في التفسير .
فأذن مؤذن أن لعنة الله على الظالمين .
أي: نادى مناد من الملائكة ،أو هو نداء الكون والحق والعدل .( وهذا المنادي من أمور الغيب التي لا تعلم علما صحيحا إلا من التوقيف المستند إلى الوحي ،وما ورد في ذلك فهو من الآثار التي لا يعتمد عليها ( 49 ) .
وقال أبو السعود: قيل: هو صاحب الصور .
أن لعنة الله على الظالمين .
إنه صوت الوجوه كله .يلعن الظالمين ويخزيهم ويفضح ما كان منهم من كفر بالله وصد عن سبيله .