وقوله:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ} ،تقدم قولهم: إن كل ما جاء ( وما أدراك ) أنه يدريه ،وما جاء ( وما يدريك ) لا يدريه .
وقد أدراه هنا بقوله:{يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ 4 وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ} ،وهذا حال من أحوالها .
وقد بين بعض الأحوال الأخرى في الواقعة بأنها خافضة رافعة ،وفي الطامة والصاخة: ينظر المرء ما قدمت يداه .
وقوله:{يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ 34وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ 35} .
وأيضاً فإن كل حالة يذكر معها الحال الذي يناسبها ،فالقارعة من القرع وهو الضرب ،ناسب أن يذكر معها ما يوهن قوى الإنسان إلى ضعف الفراش المبثوث ،ويفكك ترابط الجبال إلى هباء العهن المنفوش .