وقد رد الله عليهم دعواهم أن القرآن سحر بقوله هنا:{قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ في السماء والأرض وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 4} يعني أن الذي يعلم القول في السماء والأرض الذي هو السميع العليم ،المحيط علمه بكل شيء ،هو الذي أنزل هذا القرآن العظيم ،وكون من أنزله هو العالم بكل شيء يدل على كمال صدقه في الأخبار وعدله في الأحكام ،وسلامته من جميع العيوب والنقائص ،وأنه ليس بسحر .وقد أوضح هذا المعنى في غير هذا الموضع: كقوله تعالى:{قُلْ أَنزَلَهُ الذي يَعْلَمُ السِّرَّ في السَّمَاواتِ والأرض} الآية ،وقوله تعالى:{لَّكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً} إلى غير ذلك من الآيات .وقرأ هذا الحرف حمزة والكسائي وحفص عن عاصم{قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ} بألف بعد القاف وفتح اللام بصيغة الفعل الماضي ،وقرأه الباقون{قُلْ} بضم القاف وإسكان اللام بصيغة الأمر .