قوله تعالى:{يا عِبَادِىَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِنَّ أَرْضِى وَاسِعَةٌ فَإِيَّاىَ فَاعْبُدُونِ} .
نادى اللَّه جلَّ وعلا عباده المؤمنين ،وأكّد لهم أن أرضه واسعة ،وأمرهم أن يعبدوه وحده دون غيره ،كما دلّ عليه تقديم المعمول الذي هو إياي ؛كما بيّناه في الكلام على قوله تعالى:{الدّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [ الفاتحة: 5] .
والمعنى: أنهم إن كانوا في أرض لا يقدرون فيها على إقامة دينهم ،أو يصيبهم فيها أذى الكفار ،فإن أرض ربّهم واسعة فليهاجروا إلى موضع منها يقدرون فيه على إقامة دينهم ،ويسلمون فيه من أذى الكفار ،كما فعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والمسلمون .
وهذا المعنى الذي دلّت عليه هذه الآية الكريمة جاء في آيات أُخر ؛كقوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ في الأرْضِ قَالْواْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسعة فتهاجروا فيها} [ النساء: 97] ،وقوله تعالى:{وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [ الزمر: 10] .