قوله تعالى:{وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِى إِسْرَاءِيلَ الْكِتَابَ هُدًى وَذِكْرَى لأولي الألباب} [ 53 – 54] .
اللام في قوله:{وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى} موطئة للقسم وصيغة الجمع في آتينا وأورثنا للتعظيم .
والمراد بالهدى ما تضمنه التوراة من الهدى في العقائد والأعمال: وأورثنا بني إسرائيل الكتاب وهو التوارة ،وقوله: هدى وذكرى لأولي الألباب مفعول من أجله أي لأجل الهدى والتذكير .
وقال بعضهم: هدى حال ،وورود المصدر المنكر حالاً معروف ،كما أشار له في الخلاصة بقوله:
ومصدر منكر حالاً يقع *** بكثرة كبغتة زيد طلع
وقال القرطبي: هدى بدل من الكتاب ،أو خبر مبتدأ محذوف ،وما تضمنته هذه الآية الكريمة ،من أن الله أنزل التوراة على موسى وأنزل فيها الهدى لبني إسرائيل جاء موضحاً في آيات من كتاب الله ،كقوله تعالى:{وَءَاتَيْنَآ مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِى إِسْرَاءِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دوني وَكِيلاً} [ الإسراء: 2] .وقوله تعالى:{وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلاَ تَكُن في مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآئِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِى إِسْرَاءِيلَ} [ السجدة: 23] الآية .وقوله تعالى:{إِنَّآ أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ والأحبار} [ المائدة: 44] وقوله تعالى:{وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَآ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأولى بَصَآئِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [ القصص: 43] وقوله تعالى:{ثُمَّ ءاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الذي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لّكُلّ شيء وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاء رَبّهِمْ يُؤْمِنُونَ} .وقوله تعالى:{وَكَتَبْنَا لَهُ في الألواح مِن كُلّ شيء مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لّكُلّ شيء} الآية .إلى غير ذلك من الآيات .