وقوله تعالى هنا:{بَلْ عَجِبُواْ أَن جَآءَهُمْ مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هذا شيء عَجِيبٌ أَئذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً} ،
قد قدمنا في سورة ص أن من المقسم عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم صادق وأن رسالته حق ،كما دل عليه قوله في ص:{وَعَجِبُواْ أَن جَآءَهُم مٌّنذِرٌ مِّنْهُمْ} [ ص:4] وقد دل على ذلك قوله هنا:{بَلْ عَجِبُواْ أَن جَآءَهُمْ مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ} ،وقد قدمنا في ص أنه يدخل في المقسم عليه تكذيب الكفار في إنكارهم البعث ،ويدل عليه قوله هنا:{فَقَالَ الْكَافِرُونَ هذا شيء عَجِيبٌ أَئذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً} ،والحاصل أن المقسم عليه في ص ،بقوله:{وَالْقُرْءَانِ ذي الذِّكْرِ} [ ص: 1] ،وفي ق بقوله:{وَالْقُرْءَانِ الْمَجِيدِ} محذوف وهو تكذيب الكفار في إنكارهم رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وإنكارهم البعث ،وإنكارهم كون المعبود واحداً ،وقد بينا الآيات الدالة على ذلك في سورة ص ،وذكرنا هناك أن كون المقسم عليه في سورة ق هذه المحذوف يدخل فيه إنكارهم لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم بدليل قوله:{بَلْ عَجِبُواْ أَن جَآءَهُمْ مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ} وتكذيبهم في إنكارهم للبعث بدليل قوله:{فَقَالَ الْكَافِرُونَ هذا شيء عَجِيبٌ} وبينا وجه إيضاح ذلك بالآيات المذكورة هناك وغيرها ،فأغنى ذلك عن إعادته هنا .