قوله تعالى:{إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} .
فيه عطف عدم الحض على طعام المسكين ،على عدم الإيمان بالله العظيم ،مما يشير إلى أن الكافر يعذب على الفروع .
وقد تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه مبحث هذه المسألة في أول سورة فصلت عند قوله تعالى:{وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ الزكاة} [ فصلت: 6] ،وكنت سمعت منه رحمة الله تعالى علينا وعليه قوله: كما أن الإيمان يزيد بالطاعة ،والمؤمن يثاب على إيمانه وعلى طاعته ،فكذلك الكفر يزداد بالمعاصي .ويجازى الكافر على كفره وعلى عصيانه ،كما في قوله تعالى:{الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ} [ النحل: 88] .
فعذاب على الكفر وعذاب على الإفساد ،ومما يدل لزيادة الكفر ،قوله تعالى:{إِنّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ} [ آل عمران: 90] ،وتقدم للشيخ رحمه الله مبحث زيادة العذاب عند آية النحل .