قوله تعالى:{إِنَّهُ هُوَ يبدئ وَيُعِيدُ} .
قيل: يبدئ الخلق ويعيده ،كالزرع والنبات والإنسان بالمولد والموت ،ثم بالبعث .
وقيل: يبدأ الكفار بالعذاب ويعيده عليهم ،واستدل لهذا بقوله{كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ} .
وفي الحديث:"ما من صاحب إبل لا يؤدي زكاتها إلاَّ إذا كان يوم القيامة ،بطح لها بقاع قرقر ،ثم يأتي بها أوفر ما تكون سمناً فتطؤه بخفافها فتستن عليه كلما مر عليه أخراها أعيد عليه أولها ،حتى يقضي بين الخلائق فيرى مصيره إما إلى جنة ،وإما إلى نار "إلى آخر الحديث في صاحب البقر والغنم والذهب .
ولكن الذي يظهر واللَّه تعالى أعلم هو الأول ،لأنه يكثر في القرآن كقوله تعالى:{إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} .وقوله:{قُلِ اللَّهُ يَبْدأ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} .
وجعله آية على قدرته ودليلاً على عجز ونقص الشركاء ،في قوله في أول هذه الآية:{قُلِ الله يَبْدَأ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} ورد عليهم بقوله:{قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} ،وقوله:{كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَآ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} .