وقوله:{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} الإتيان بثم للإشعار ما بين إيابهم وبدء حسابهم ،{وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} .
وقوله:{إِنَّ عَلَيْنَا} ،بتقدم حرف التأكيد ،وإسناد ذلك للَّه تعالى ،وبحرف على مما يؤكد ذلك لا محالة ،وأنه بأدق ما يكون ،وعلى الصغيرة والكبيرة كما في قوله:{وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ} .
ومن الواضح مجيء{إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ 25 ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} ،بعد قوله تعالى:{فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ 21 لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ 22 إِلاَّ مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ 23 فَيْعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأَكْبَرَ} تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم ،وتخويف لأولئك الذين تولوا وأعرضوا ،ثم إن الحساب في اليوم الآخر ليس خاصاً بهؤلاء ،بل هو عام بجميع الخلائق .ولكن إسناده لله تعالى مما يدل على المعاني المتقدمة .
نسأل الله العفو والسلامة .