قوله تعالى:{كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكّاً دَكّاً وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً} .
تقدم في سورة الحاقة أيضاً هذا السياق نفسه ،بعد ذكر ثمود وعاد وفرعون في قوله:{فَإِذَا نُفِخَ في الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ 13 وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً 14}إلى قوله{وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا} .مما يبين معنى صفاً صفاً ،أي على أرجائها صفاً بعد صف .
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه ،الإحالة على ما يفسرها في سورة الرحمن على قوله تعالى:{إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} .وقوله تعالى:{وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً 22} ،وجاء ربك: من آيات الصفات .
مواضع البحث والنظر
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه مرارًا في الأضواء في عدة محلات ،وليعلم أنها والاستواء وحديث النزول والإتيان المذكور في قوله تعالى:{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلاًئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ} سواء .
وقد أورد الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه مبحث آيات الصفات كاملة في محاضرة أسماها"آيات الصفات "وطبعت مستقلة .
كما تقدم له رحمة الله تعالى علينا وعليه في سورة الأعراف عند قوله تعالى:{ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِى اللَّيْلَ النَّهَارَ} ،وإن كان لم يتعرض لصفة المجيء بذاتها ،إلاَّ أنه قال: إن جميع الصفات من باب واحد ،أي أنها ثابتة للَّه تعالى على مبدأ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ،على غير مثال للمخلوق ،فثبت استواء يليق بجلاله على غير مثال للمخلوق .
وكذلك هنا كما ثبت استواء ثبت مجيء وكما ثبت مجيء ثبت نزول .
والكل من باب{كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ،أي على ما قال الشافعي رحمه اللَّه: نحن كُلفنا بالإيمان ،فعلينا أن نؤمن بصفات الله على ما يليق باللَّه على مراد اللَّه ،وليس علينا أن نكيف ،إذ الكيف ممنوع على الله سبحانه .