التّفسير
يوم لا تنفع الذكرى !
بعد أن ذمت الآيات السابقة الطغاة وعبدة الدنيا والغاصبين لحقوق الآخرين ،تأتي هذه الآيات لتحذرهم وتهددهم بوجود القيامة والحساب والجزاء .
فتقول أوّلاً: «كلا » ( فليس الأمر كما تعتقدون بأن لا حساب ولا جزاء ،وأنّ اللّه قد أعطاكم المال تكريماً وليس امتحاناً ) ..( إذا دكّت الأرض دكّاً دكّاً ) .
«الدك »: الأرض اللينة السهلة ،ثمّ استعملت في تسوية الأرض من الإرتفاعات والتعرجات ،و( الدكان ): المحل السوي الخالي من الارتفاعات و( الدكة ): المكان السوي المهيأ للجلوس .
وجاء تكرار «دكّاً » في الآية للتأكيد .
وعموماً ،فالآية تشير إلى الزلازل والحوادث المرعبة التي تعلن عن نهاية الدنيا وبداية يوم القيامة ،حيث تتلاشى الجبال وتستوي الأرض ،كما أشارت لذلك الآيات ( 106108 ) من سورة طه: ( ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربّي نسفاً فيذرها قاعاً صفصفاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً ) .