والموريات: التي توري ،أي توقد .
والقَدْح: حكّ جسم على آخر ليقدح ناراً ،يقال: قدح فأورَى .وانتصب{ قدحا} على أنه مفعول مطلق مُؤكّد لعامله .وكل من سنابك الخيل ومناسم الإِبل تقدح إذا صَكَّت الحجر الصَّوَّان ناراً تسمى نار الحُباحب ،قال الشنفرى يشبِّه نفسه في العدو ببعير:
إذا الأمْعَز الصَّوَّان لاقَى مَناسمي *** تَطَايَر منه قَادح ومُفلَّل
وذلك كناية عن الإِمعان في العدو وشدة السرعة في السير .
ويجوز أن يراد قَدح النيرَان بالليل حين نزولهم لحاجتهم وطعامهم ،وجُوز أن يكون{ الموريات قدحاً} مستعار لإِثارة الحرب لأن الحرب تشبَّه بالنار .قال تعالى:{ كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها اللَّه}[ المائدة: 64] ،فيكون{ قدحاً} ترشيحاً لاستعارة{ الموريات} ومنصوباً على المفعول المطلق ل{ الموريات} وجُوز أن يكون{ قدحاً} بمعنى استخراج المرق من القِدر في القداح لإِطعام الجيش أو الركْب ،وهو مشتق من اسم القَدَح ،وهو الصحفة فيكون{ قدحاً} مصدراً منصوباً على المفعول لأجله .