وقوله:( فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا )
اختلف أهل التأويل, في ذلك, فقال بعضهم:هي الخيل توري النار بحوافرها.
*ذكر من قال ذلك:
حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال:ثنا ابن علية, قال:ثنا أبو رجاء, قال:سئل عكرِمة, عن قوله:( فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ) قال:أورت وقدحت.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال:ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة ( فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ) قال:هي الخيل; وقال الكلبي:تقدح بحوافرها حتى يخرج منها النار.
حدثنا أبو كُرَيب, قال:ثنا وكيع, عن واصل, عن عطاء ( فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ) قال:أورت النار بحوافرها.
حدثت عن الحسين, قال:سمعت أبا معاذ, يقول:ثنا عبيد, قال:سمعت الضحاك يقول في قوله:( فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ) توري الحجارة بحوافرها.
وقال آخرون:بل معنى ذلك أن الخيل هجن الحرب بين أصحابهن وركبانهن.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر, قال:ثنا يزيد, قال:ثنا سعيد, عن قتادة ( فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ) قال:هجن الحرب بينهم وبين عدوهم.
حدثنا ابن حميد, فال:ثنا مهران, عن سعيد, عن قتادة ( فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ) قال:هجن الحرب بينهم وبين عدوهم.
وقال آخرون:بل عني بذلك:الذين يورون النار بعد انصرافهم من الحرب.
*ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس, قال:أخبرنا ابن وهب, قال:أخبرني أبو صخر, عن أبي معاوية البجلي, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, قال:سألني علي بن أبي طالب رضى الله عنه, عن (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا) فقلت له:الخيل تغير في سبيل الله, ثم تأوي إلى الليل, فيصنعون طعامهم ويورون نارهم.
وقال آخرون:بل معنى ذلك:مكر الرجال.
*ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد, قال:ثني أبى, قال:ثني عمي, قال:ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس:( فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ) قال:المكر.
حدثني محمد بن عمرو, قال:ثنا أبو عاصم, قال:ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال:ثنا الحسن, قال:ثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبي نجيح. عن مجاهد, في قول الله:( فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ) قال:مكر الرجال.
وقال آخرون:هي الألسنة
*ذكر من قال ذلك:
حدثنا الحسن بن عرفة, قال:ثنا يونس بن محمد, قال:ثنا حماد بن سلمة, عن سماك بن حرب, عن عكرِمة قال:يقال في هذه الآية ( فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ) قال:هي الألسنة.
وقال آخرون:هي الإبل حين تسير تنسف بمناسمها الحصى.
*ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد, قال:ثنا جرير, عن مغيرة, عن إبراهيم, عن عبد الله:( فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ) قال:إذا نسفت الحصى بمناسمها, فضرب الحصى بعضه بعضا, فيخرج منه النار.
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب:أن يقال:إن الله تعالى ذكره أقسم بالموريات التي توري النيران قدحا; فالخيل توري بحوافرها, والناس يورونها بالزند, واللسان - مثلا - يوري بالمنطق, والرجال يورون بالمكر - مثلا - , وكذلك الخيل تهيج الحرب بين أهلها:إذا التقت في الحرب، ولم يضع الله دلالة على أن المراد من ذلك بعض دون بعض فكل ما أورت النار قدحا, فداخلة فيما أقسم به, لعموم ذلك بالظاهر.