جملة في موضع التعليل للخوف عليهم ،فلذلك فصلت .والمعنى: أنكم صائرون إلى الله ،أي إلى قدرته غير منفلتين منه فهو مجازيكم على تولّيكم عن أمره .
فالمرجع: مصدر ميمي بمعنى الرجوع .وهو مستعمل كناية عن لازمه العرفي وهو عدم الانفلات وإن طال الزمن ،وذلك شامل للرجوع بعد الموت .وليس المراد إياه خاصة لأن قوله:{ وهو على كل شيء قدير} أنسب بالمصير الدنيوي لأنه المسلّم عندهم ،وأما المصير الأخروي فلو اعترفوا به لما كان هنالك قوي مقتض لزيادة{ وهو على كل شيء قدير} .
وتقديم المجرور على عامله للاهتمام والتقوي ،وليس المراد منه الحصر إذ هم لا يحسبون أنهم مرجعون بعد الموت بله أن يرجعوا إلى غيره .
وجملة:{ وهو على كل شيء قدير} معطوفة على جملة:{ إلى الله مرجعكم} ،أي فما ظنكم برجوعكم إلى القادر على كل شيء وقد عصيتُم أمره أليس يعذبكم عذاباً كبيراً .