جملة{ يقدم قومَه} يجوز أن تكون في موضع الحال من{ فرعون}[ هود: 97] المذكور في الجملة قبلها .ويجوز أن تكون استئنافاً بيانياً .
والإيراد: جعل الشيء وارداً ،أي قاصداً الماء ،والذي يوردهم هو الفارط ،ويقال له: الفَرَط .
والوِرد بكسر الواو: الماء المورود ،وهو فِعْل بمعنى مَفعول ،مثل دبْح .وفي قوله:{ فأوردهم النار وبئس الورد المورود} استعارة الإيراد إلى التقدّم بالناس إلى العذاب ،وهي تهكمّية لأن الإيراد يكون لأجل الانتفاع بالسقي وأمّا التقدّم بقومه إلى النار فهو ضد ذلك .
و{ يقدُم} مضارع قدَم بفتح الدّال بمعنى تقدّم المتعدي إذا كان متقدّماً غيره .
وإنما جاء{ فأوردهم} بصيغة الماضي للتّنْبِيه على تحقيق وقوع ذلك الإيراد وإلاّ فقرينة قوله:{ يوم القيامة} تدلّ على أنّه لم يقع في الماضي .
وجملة{ وبئس الورد المورود} في موضع الحال والضمير المخصوص بالمدح المحذوف هو الرابط وهو تجريد للاستعارة ،كقوله تعالى:{ بئس الشراب}[ الكهف: 29] ،لأن الورد المشبه به لا يكون مذموماً .