/م96
{ يقدم قومه يوم القيامة} أي يتقدمهم ، ويكونون تبعا له في ذلك اليوم ، كما كانوا تابعين له في الدنيا ، إلا من كان مؤمنا .
{ فأوردهم النار} أي فيوردهم نار جهنم معه ، أي يدخلهم إياها ، فالإيراد هنا بمعنى الإدخال ، كما استعمل الورود بمعنى الدخول ، وعبر عنه بالفعل الماضي لتحقق وقوعه ، وقيل:إن المراد أنه بإغوائه إياهم قد جعلهم مستحقين لها ، وقد ورد أن آله يعرضون عليها منذ ماتوا صباحا ومساء من كل يوم ، وهو قوله تعالى:{ وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} [ غافر:45 ، 46] .
{ وبئس الورد المورود} هي لأن وارد الماء يرده لتبريد كبده وإطفاء غلته من حر الظمأ ، ووارد النار يحترق فيها احتراقا ، وفيه إشارة إلى الخيبة .
الورود في أصل اللغة بلوغ الماء وموافاته في مورده من نهر وغيره .والورد بالكسر اسم المصدر ، ويطلق على الماء ، يقال:ورد البعير أو غيره الماء يرده وردا ، فهو وارد ، والماء مورود ، وأورده إياه إيرادا جعله يرده ، ومنه ورود جهنم بمعنى دخلوها .قال ابن عباس [ رضي الله عنه] في الآية:الورود الدخول ، وقال:الورود في القرآن أربعة أوراد:في هود قوله:{ وبئس الورد المورود} ، وفي مريم{ وإن منكم إلا واردها} [ مريم:71] ، وورد في الأنبياء{ حصب جهنم أنتم لها واردون} [ الأنبياء:98] ، وورد في مريم أيضا{ ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا} [ مريم:86] ، وكان يقول:والله ليردن جهنم كل بر وفاجر{ ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا} [ مريم:72] .
/خ99