والتاء في{ تاللَّه} حرف قَسم على المختار ،ويختص بالدخول على اسم الله تعالى وعلى لفظ رَب ،ويختص أيضاً بالمُقسم عليه العجيب .وسيجيء عند قوله تعالى:{ وتالله لأكيدن أصنامكم} في[ سورة الأنبياء: 57] .
وقولهم:{ لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين} .أكدوا ذلك بالقسم لأنهم كانوا وَفدوا على مصر مرة سابقة واتهموا بالجوسسة فتبينت براءتهم بما صدقوا يوسف عليه السلام فيما وصفوه من حال أبيهم وأخيهم .فالمراد ب{ الأرض} المعهودة ،وهي مصر .
وأما براءتهم من السرقة فبما أخبروا به عند قدومهم من وجدان بضاعتهم في رحالهم ،ولعلّها وقعت في رحالهم غلطاً .
على أنهم نفوا عن أنفسهم الاتّصاف بالسرقة بأبلغ مما نفوا به الإفساد عنهم ،وذلك بنفي الكون سارقين دون أن يقولوا: وما جئنا لنسرق ،لأن السرقة وصف يُتعيّر به ،وأما الإفساد الذي نفوه ،أي التجسس فهو مما يقصده العدوّ على عَدوّه فلا يكون عاراً ،ولكنه اعتداء في نظر العدوّ .