{قَالُواْ تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأرْضِ} فقد عرفتم سلوكنا وطريقتنا في التعامل معكم ،وربما يذكر بعض المفسرين أن إخوة يوسف أعادوا البضاعة التي وضعها يوسف في رحالهم ظناً منهم أن في الأمر خطأً ما ،مما يوحي بأمانتهم .ولكن مثل هذا غير دقيق ،بلحاظ كلامهم مع أبيهم الذي كان يوحي بأنهم كانوا مقتنعين بأن هذه البضاعة قد ردّت إليهم ،إحساناً وترغيباً لهم في الرجوع .ومهما كانت المسألة ،فها هم يقفون ليشهدوهم بأنهم لم يأتوا ليفسدوا في الأرض بالعبث بأملاك الملك عن طريق السرقة ،{وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ} في الماضي لنسرق في الحاضر ،لأن ذلك ليس من أخلاقنا ولا من عاداتنا .ولم يعلق فتيان يوسف على ذلك ،بل تركوا لهم أن يتحدثوا بما يشاءون .