جملة{ اجتثت من فوق الأرض} صفة ل{ شجرة خبيثة} لأن الناس لا يتركونها تلتف على الأشجار فتقتلها .والاجتثاث: قطع الشيء كلّه ،مشتق من الجُثة وهي الذات .و{ من فوق الأرض} تصوير ل{ اجتثت} .وهذا مقابل قوله في صفة الشجرة الطيبة{ أصلها ثابت وفرعها في السماء .
وجملة{ ما لها من قرار} تأكيد لمعنى الاجتثاث لأن الاجتثاث من انعدام القرار .
والأظهر أن المراد بالكلمة الطيّبة القرآن وإرشاده ،وبالكلمة الخبيثة تعاليم أهل الشرك وعقائدهم ،ف ( الكلمة ) في الموضعين مطلقة على القول والكلام ،كما دل عليه قوله:{ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت} .والمقصود مَعَ التمثيل إظهارُ المقابلة بين الحالين إلا أن الغرض في هذا المقام بتمثيل كل حالة على حدة بخلاف ما يأتي عند قوله تعالى في سورة النحل{ ضرب الله مثلا عبداً مملوكا إلى قوله ومن رزقناه منا رزقاً حسناً ،فانظر بيانه هنالك .
وجملة{ ويضرب الله الأمثال للناس} معترضة بين الجملتين المتعاطفتين .والواو واو الاعتراض .ومعنى ( لعل ) رجاء تذكرهم ،أي تهيئة التذكر لهم ،وقد مضت نظائرها .