قال أبو جعفر:يعني تعالى ذكره بقوله:( يثبت الله الذين آمنوا ) ، يحقق الله أعمالَهم وإيمانهم (22) ( بالقول الثابت ) ، يقول:بالقول الحق ، وهو فيما قيل:شهادة أن لا إله إلا الله ، وأنّ محمدًا رسول الله.
* * *
وأما قوله:( في الحياة الدنيا ) ، فإن أهل التأويل اختلفُوا فيه ، فقال بعضهم:عنى بذلك أن اللهَ يثَبتهم في قبورهم قبلَ قيام الساعة.
* ذكر من قال ذلك:
20758 - حدثني أبو السائب سَلْم بنُ جُنَادة قال ، حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن سَعْد بن عُبَيْدَة ، عن البَراء بن عازب ، في قوله:( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ) ، قال:التثبيت في الحياة الدنيا إذا أتاه المَلكان في القبر فقالا له:مَن ربك؟ فقال:ربّي الله . فقالا له:ما دينك؟ قال:دينيَ الإسلام . فقالا له:مَن نبيك؟ قال:نبيِّي محمدٌ صلى الله عليه وسلم. فذلك التثبيت في الحياة الدنيا. (23)
20759 - حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا جابر بن نوح ، عن الأعمش ، عن سعد بن عُبَيْدة ، عن البراء بن عازب ، بنحو منه في المعنى. (24)
20760 - حدثني عبد الله بن إسحاق الناقد الواسطي قال ، حدثنا وهب بن جرير قال ، حدثنا شعبة ، عن علقمة بن مَرْثَد ، عن سعد بن عبيدة ، عن البراء قال ، ذكر النبيّ صلى الله عليه وسلم المؤمنَ والكافرَ ، فقال:إن المؤمن إذا سئل في قبره قال:رَبّي الله ، فذلك قوله:( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة). (25)
20761 - حدثنا محمد بن المثنى قال ، حدثنا هشام بن عبد الملك قال ، حدثنا شعبة قال ، أخبرني علقمة بن مرثد قال:سمعت سعد بن عُبيدة ، عن البراء بن عازب:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:إن المسلم إذا سئل في القبر فيشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدًا رسول الله . قال:فذلك قوله:( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة). (26)
20762 - حدثني الحسين بن سَلَمة بن أبي كَبْشة ، ومحمد بن معمر البَحْرانيواللفظ لحديث ابن أبي كبشةقالا حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو قال ، حدثنا عبَّاد بن راشد ، عن داود بن أبي هند ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد قال:كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فقال:يا أيها الناس ، إن هذه الأمة تبتلى في قُبورها ، فإذا الإنسان دُفِن وتفرَّق عنه أصحابه ، جاءه ملك بيده مِطْراقٌ فأقعده فقال:ما تقولُ في هذا الرجل؟ فإن كان مؤمنًا قال:أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدًا عبدُه ورسوله . فيقول له:صدقْتَ . فيفتح له بابٌ إلى النار فيقال:هذا منـزلك لو كفرتَ بربّك ، فأما إذْ آمنت به ، فإن الله أبدَلك به هذا. ثم يفتح له بابٌ إلى الجنة ، فيريد أن ينْهَضَ له ، فيقال له:اسكُنْ. ثم يُفْسَح له في قبره. وأما الكافِر أو المنافق فيقال له:ما تقول في هذا الرجل؟ فيقول:ما أدري ! فيقال له:لا دَرَيْتَ ولا تَدَرّيتَ ولا اهتديتَ! ثم يفتح له بابٌ إلى الجنة فيقال له:هذا كان منـزلك لو آمنت بربك ، فأما إذْ كفرت ، فإن الله أبدَلك هذا. ثم يفتح له بابٌ إلى النار ، ثم يَقْمَعُه المَلَكُ بالمطراق قَمْعَةً يسمعه خَلْقُ الله كُلهم إلا الثقلين. قال ، بعضُ أصحابه ، يا رسولَ الله ، ما مِنَّا أحدٌ يقوم على رأسه مَلَكٌ بيده مِطْراق إلا هِيلَ عند ذلك! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثَّابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويُضِلُّ الله الظالمين ويفعلُ الله ما يشاء ) . (27)
20763 - حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن زاذان ، عن البراء:أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:وذكر قَبْضَ روح المؤمن:فتُعاد روحُه في جسده ، ويأتيه مَلَكان فيجلسانه ، يعني في قبره ، فيقولان:مَنْ ربُّك؟ فيقول:ربيَ الله . فيقولان:ما دينُك؟ فيقول ديني الإسلام . فيقولان له:ما هذا الرجلُ الذي بُعِث فيكم؟ فيقول:هو رسولُ الله . فيقولان:ما يدرِيك؟ فيقول:قرأت كتابَ الله فآمنت به وصدَّقْتُ. فينادِي مُنادٍ من السماء أنْ صَدَق عبدي. قال:فذلك قول الله عز وجل ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) . (28)
20764 - حدثني أبو السائب قال ، حدثنا أبو معاوية قال ، حدثنا الأعمش ، عن المنهال ، عن زاذان ، عن البراء ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، بنحوه. (29)
20765 - حدثنا ابن حميد وابن وكيع قالا حدثنا جرير ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن زاذان ، عن البراء ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، بنحوه. (30)
20766 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن نمير قال ، حدثنا الأعمش قال ، حدثنا المنهال بن عمرو ، عن زاذان ، عن البراء ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، بنحوه. (31)
20767 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا الحكم بن بشير قال ، حدثنا عمرو بن قيس ، عن يونس بن خبّاب ، عن المنهال ، عن زاذان ، عن البراء بن عازب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، نحوه. (32)
20768 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمروحدثنا الحسن بن محمد قال ، حدثنا سعيد بن منصور قال ، حدثنا مهدي بن ميمونجميعًا ، عن يونس بن خباب ، عن المنهال بن عمرو ، عن زاذان ، عن البراء بن عازب قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر قبضَ رُوح المؤمن! قال:فيأتيه آتٍ في قبره فيقول:من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول:ربيَ الله ، وديني الإسلام ، ونبيّي محمد صلى الله عليه وسلم. فينتهره فيقول:مَنْ ربُّك ؟ وما دينك؟ فهي آخر فتنة تُعْرَض على المؤمن ، فذلك حين يقول الله عز وجل:( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ، ، فيقول:ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم. فيقال له:صدقت- واللفظ لحديث ابن عبد الأعلى. (33)
20769 - حدثنا محمد بن خَلف العسقلاني قال ، حدثنا آدم قال ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال ، تلا رسُول الله صلى الله عليه وسلم:( يثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ، قال:ذاك إذا قيل في القبر:مَنْ ربك؟ وما دينك؟ فيقول:ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيّي محمدٌ صلى الله عليه وسلم ، جاء بالبينات من عِنْد الله فآمنتُ به وصدَّقت . فيقال له:صَدَقْتَ ، على هذا عشت ، وعليه مِتَّ ، وعليه تُبْعَث. (34)
20770 - حدثنا مجاهد بن موسى ، والحسن بن محمد قالا حدثنا يزيد قال ، أخبرنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال ، إن الميت ليسمعَ خَفْقَ نِعالهم حين يُوَلُّون عنه مدبرين. فإذا كان مؤمنًا ، كانت الصلاة عند رأسه ، والزكاةُ عن يمينه ، وكان الصيام عن يساره ، وكان فِعْلُ الخيرات من الصّدقة والصِّلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه ، فيؤتَى من عند رأسه فتقول الصلاة:ما قِبَلي مَدخلٌ . فيؤتى عن يمينه فتقول الزكاة:ما قِبَلي مَدخلٌ . فيؤتي عن يساره فيقول الصيام:ما قِبَلي مَدخلٌ . فيؤتى من عند رجليه فيقول فعل الخيرات من الصَّدقة والصِّلة والمعروف والإحسان إلى الناس:ما قِبَلي مدخلٌ . فيقال له:اجلسْ . فيجلسُ ، قد تمثّلتْ له الشمس قد دنت للغروب ، فيقال له:أخبرنَا عمَّا نسألك . فيقول:دعُوني حتى أصلِّي . فيقال:إنك ستفعل ، فأخبرنا عما نسألك عنه! فيقول:وعمَّ تسألون؟ فيقال:أرأيت هذا الرجل الذي كان فِيكم ، ماذا تقول فيه ، وماذا تشهد به عليه؟ فيقول:أمحمد؟ فيقال له:نعم. فيقول أشهد أنَّه رسول الله ، وأنه جَاء بالبينات من عند الله ، فصدّقناه . فيقال له:على ذلك حَييتَ ، وعلى ذلك ، مِتَّ ، وعلى ذلك تُبْعث إن شاء الله. ثم يُفْسح له في قبره سبعون ذراعًا ويُنوَّر له فيه ، ثم يُفْتح له باب إلى الجنة فيقال له:انظر إلى ما أعدّ الله لك فيها ، فيزداد غِبْطَةً وسرورًا ، ثم يفتح له باب إلى النار فيقال له:انظر ما صَرَف الله عنك لو عصيتَه ! فيزداد غبْطةً وسرورًا. ثمّ يجعل نَسَمُه في النَّسَم الطَّيب ، وهي طيْرٌ خُضْرٌ تُعَلَّق بشجر الجنة ، ويعاد جسده إلى ما بُدئ منه من التراب ، وذلك قول الله تعالى:( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) . (35)
20771 - حدثنا الحسن بن محمد قال ، حدثنا أبو قطن قال ، حدثنا المسعودي ، عن عبد الله بن مخارق ، عن أبيه ، عن عبد الله قال ، إنّ المؤمن إذا مات أُجْلِس في قبره ، فيقال له:من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك؟ فيثبّته الله فيقول:ربي الله ، وديني الإسلام ، ونبيّي محمد. قال:فقرأ عبد الله:( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفى الآخرة ) . (36)
20772 - حدثنا الحسن قال ، حدثنا أبو خالد القرشي ، عن سفيان ، عن أبيهوحدثنا أحمد قال ، حدثنا أبو أحمد قال ، حدثنا سفيان ، عن أبيه ، عن خيثمة ، عن البراء ، في قوله:( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ) ، قال:عذاب القبر. (37)
20773 - حدثنا الحسن قال ، حدثنا عفان قال ، حدثنا شعبة ، عن علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة ، عن البراء ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ، في قول الله تعالى:( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ، قال شعبةُ شيئًا لم أحفظه ، قال:في القبر. (38)
20774 - حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله:( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت ) ، إلى قوله:( ويضل الله الظالمين ) ، قال:إن المؤمن إذا حضَره الموت شهدته الملائكة ، فسلموا عليه وبشروه بالجنة ، فإذا ماتَ مشَوْا في جنازته ثم صلوا عليه مع الناس ، فإذا دفن أجلس في قبره فيقال له:من ربك؟ فيقول:ربّيَ الله . ويقال له:منْ رسولك؟ فيقول:محمد . فيقال له:ما شهادَتُك؟ فيقول:أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدًا رسول الله. فيوسَّع له في قبره مَدّ بَصَره (39) .
20775 - حدثنا الحسن قال ، حدثنا حجاج قال ، قال ابن جريج ، سمعت ابن طاوس يخبر عن أبيه قال ، لا أعلمه إلا قال:هي في فِتنَةِ القبر ، في قوله:( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت ) .
20776 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا جرير عن العلاء بن المسيب ، عن أبيه أنه كان يقول في هذه الآية:( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ، هي في صاحب القبر.
20777 - حدثني المثنى قال ، حدثنا عمرو بن عون قال ، أخبرنا هشيم ، عن العوّام ، عن المسيب بن رافع:( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ، قال:نـزلت في صاحب القبر.
20778 - حدثنا أحمد قال ، حدثنا أبو أحمد قال ، حدثنا عباد بن العوّام ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبيه المسيَّب بن رافع ، نحوه.
20779 - حدثني المثنى قال ، أخبرنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الرحمن بن سعد قال ، أخبرنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع ، في قول الله تعالى:( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ، قال:بلغنا أن هذه الأمة تُسْأل في قبورها ، فيثبّت الله المؤمن في قبره حين يُسْأل.
20780 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو ربيعة فَهْدٌ قال ، حدثنا أبو عوانة ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن زاذان ، عن البراء بن عازب قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر قبضَ روح المؤمن ، قال:فترجع روحُه في جسده ، ويبعث الله إلَيه مَلكين شديدي الانتهار ، فيجلسانه وينتهرانه ، يقولان:من رَبك؟ قال:فيقول:الله . وما دينك؟ قال:الإسلام. قال:فيقولان له:ما هذا الرجل ، أو النبيّ ، الذي بُعث فيكم؟ فيقول:محمد رسول الله. قال ، فيقولان له:وما يُدْريك؟ قال:فيقول:قرأت كتابَ الله فآمنتُ به وصدّقت ! فذلك قول الله:( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) (40) .
20781 - حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد ، في قوله:( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ، قال:نـزلت في الميت الذي يُسْأل في قبره عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
20782 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة:في قول الله:( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) ، قال:بلغنا أن هذه الأمة تُسأل في قبورها ، فيثبت الله المؤمنَ حيث يُسْأَل.
20783 - حدثنا أحمد قال ، حدثنا أبو أحمد قال ، حدثنا شريك ، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن مجاهد:( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ) ، قال:هذا في القبر مُخَاطبته ، وفي الآخرة مثل ذلك.
* * *
وقال آخرون:معنى ذلك:يثبت الله الذين آمنوا بالإيمان في الحياة الدنيا ، وهو "القول الثابت ""وفي الآخرة "، المسألةُ في القبر.
* ذكر من قال ذلك:
20784 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه:( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ) ، قال:لا إله إلا الله( وفي الآخرة ) ، المسألة في القبر.
20785 - حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله:( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ) ، أما "الحياة الدنيا "فيثبتهم بالخير والعمل الصالح ، وقوله ( وفي الآخرة ) ، أي في القبر.
* * *
قال أبو جعفر:والصواب من القول في ذلك ما ثبتَ به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ، وهو أنّ معناه:(يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا) ، وذلك تثبيته إياهم في الحياة الدنيا بالإيمان بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم (وفي الآخرة) بمثل الذي ثبَّتهم به في الحياة الدنيا ، وذلك في قبورهم حين يُسْألون عن الذي هم عليه من التوحيد والإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم.
* * *
وأما قوله:( ويضلُّ الله الظالمين ) ، فإنه يعني ، أن الله لا يوفِّق المنافق والكافر في الحياة الدنيا وفي الآخرة عند المُسَاءَلة في القبر ، (41) لما هدي له من الإيمان المؤمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم (42) .
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
20786 - حدثنا محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال:أما الكافرُ فتنـزل الملائكة إذا حضره الموت ، فيبسُطون أيديهم"والبَسْط"، هو الضربيضربون وجوههم وأدبارَهم عند الموت. فإذا أدْخِل قبره أقعد فقيل له:من ربك؟ فلم يرجِع إليهم شيئًا ، وأنساه الله ذكر ذلك . وإذا قيل له:من الرسول الذي بُعِث إليك؟ لم يهتد له ، ولم يرجع إليه شيئًا ، يقول الله:( ويضل الله الظالمين ) (43) .
20787 - حدثني المثنى قال ، حدثنا فهْد بن عوف ، أبو ربيعة قال ، حدثنا أبو عوانة ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن زاذان ، عن البراء قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذَكَر الكافر حين تُقْبض روحه ، قال:فتعاد روحُه في جسده. قال ، فيأتيه ملكَان شديدَا الانتهار ، فيجلسانه فينتهرانه فيقولان له:من ربك؟ فيقول:لا أدري؟ قال فيقولان له:ما دينك؟ فيقول:لا أدري ، قال:فيقال له:ما هذا النبيّ الذي بُعِث فيكم؟ قال:فيقول:سمعت الناس يقولون ذلك ، لا أدري. قال ، فيقولان:لا دريتَ . قال:وذلك قول الله:( ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ) . (44)
* * *
وقوله:( ويفعل الله ما يشاء ) ، يعني تعالى ذكره بذلك:وبيدِ الله الهداية والإضلال ، فلا تنكروا ، أيها الناس ، قدرتَه ، ولا اهتداءَ من كان منكم ضالا ولا ضلالَ من كان منكم مهتديًا ، فإنّ بيده تصريفَ خلقه وتقليبَ قلوبهم ، يفعل فيهم ما يشاء.
------------------------
الهوامش:
(22) انظر تفسير "التثبيت "فيما سلف 15:539 ، تعليق:4 ، والمراجع هناك .
(23) الأثر:20758- حديث البراء بن عازب رضي الله عنه ، رواه أبو جعفر بأربعة عشر إسنادًا في هذا الموضع ، فأحببت أن أجمعها ، وأفصلها ، لتسهل مراجعتها ، ولا يتبعثر القول فيها ، ويسهل تخريجها ويستبين . فالحديث عن البراء مروي من ثلاث طرق:
1 - طريق سعد بن عبيدة ، عن البراء .
2 - طريق زاذان ، عن البراء .
3 - طريق خيثمة ، عن البراء .
فعند بدء كل طريق ، أذكر طرق إسناده مفصلة إن شاء الله ، وهذه أوان بيان الطريق الأولى:
(1)
طريق سعد بن عبيدة عن البراء .
رواه أبو جعفر من طريقين:
1 - من طريق الأعمش ، عن سعد بن عبيدة .
2 - من طريق علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة .
(1) طريق الأعمش ، عن سعد بن عبيدة .
1 - من طريق أبي معاوية ، عن الأعمش برقم:20758 .
2 - من طريق جابر نوح ، عن الأعمش برقم:20759 .
(1) وطريق أبي معاوية ، هو هذا الإسناد الأول ، وهذا بيانه:
"أبو السائب "، "سلم بن جنادة بن خالد السوائي "، شيخ أبو جعفر ، روى عنه البخاري خارج الصحيح ، شيخ صدوق ، قال البرقاني:"ثقة حجة لا شك فيه ، يصلح للصحيح "، مضى مرارًا آخرها رقم:8395 .
و "أبو معاوية "، هو "محمد بن خازم التميمي السعدي "، روى له الجماعة ، ثقة في حديث الأعمش ، مضى مرارًا ، آخرها رقم:17722 .
و "سعد بن عبيدة "، كان في المخطوطة في جميع مواضعه "سعيد "، وهو خطأ .
فهذا حديث صحيح الإسناد ، لم أجده عند غير أبي جعفر ، من هذه الطريق .
(24) الأثر:20759 - الإسناد التالي انظر التعليق السالف .
(2) طريق جابر بن نوح ، عن الأعمش
و "جابر بن نوح الحماني "، ضعيف الحديث ، قال ابن معين ليس حديثه بشيء .
فالخبر من هذه الطريق ضعيف الإسناد ، ولم أجده عند غير أبي جعفر ، والصحيح هو الإسناد السالف .
(25) الأثر:20760 - هذه هي الطريق الثانية ، عن سعد بن عبيدة ، عن البراء .
(2) طريق علقمة بن مرثد ، عن سعد بن عبيدة .
1 - طريق شعبة ، عن علقمة بن مرثد .
رواه أبو جعفر ، من ثلاث طرق ، هذا أولها ،
(1) عن وهب بن جرير، عن شعبة ، 20760 ،(2) وعن هشام بن عبد الملك ، عن شعبة:20761 . (3) وعن عفان ، عن شعبة:20773 .
وهاك بيان الطريق الأولى في هذا الخبر .
"عبد الله بن إسحاق الناقد الواسطي "، شيخ الطبري ، لم أجد له ترجمة ، وقد روى عنه في تاريخ الصحابة ( انظر ذيل المذيل تاريخ الطبري 13:61 ) .
و "وهب بن جرير بن حازم الأزدي "، الحافظ ، روى له الجماعة ، مضى برقم:2858 ، 4346 ، 5418 ، 14157 . ولم أجد الخبر فيما بين يدي من طريق وهب بن جرير ، عن شعبة . ولكن حديث شعبة ، عن علقمة ، رواه الأئمة:
فرواه أحمد في مسنده 4:282 عن طريق عفان، عن شعبة ، وهو الذي رواه أبو جعفر برقم:20773 . ثم رواه في مسنده 4:91 ، من طريق محمد بن جعفر غندر ، عن شعبة . وسيأتي في رواية أصحاب الكتب .
رواه البخاري في صحيحة ( الفتح 3:184 ) من طريق حفص بن عمر ، عن شعبة ، من طريق محمد بن جعفر ، غندر ، عن شعبة . ثم رواه ( الفتح 8:/ 286 ) ، من طريق أبي الوليد الطيالسي ، هشام بن عبد الملك الباهلي ، وهو الذي رواه أبو جعفر برقم:20761 ، كما سيأتي .
ورواه مسلم في صحيحة ( 17:204 ) من طريق محمد بن جعفر ، غندر ، عن شعبة .
ورواه أبو داود في سننه 4:329 . من طريق أبي الوليد الطيالسي ، عن شعبة .
ورواه النسائي في سننه 4:101 ، من طريق محمد بن جعفر غندر ، عن شعبة .
ورواه الترمذي في سننه في التفسير ، من طريق أبي داود الطيالسي ، عن شعبة .
ورواه ابن ماجه في سننه:1427 من طريق محمد بن جعفر غندر ، عن شعبة .
وهو حديث صحيح .
(26) الأثر:20761 - هو مكرر الأثر السالف .
"هشام بن عبد الملك الباهلي "، "أبو الوليد الطيالسي "، روى له الجماعة ، مضى مرارًا كثيرة.
ومن طريق أبو الوليد ، عن شعبة رواه البخاري ، وأبو داود ، كما سلف في تخريج الذي قبله .
وكان في المطبوعة:"إذا سئل في القبر يشهد "، كما في رواية البخاري ، ورواية أبي داود:"فشهد "، وأثبت ما في المخطوطة ، وكل صواب .
وكان في المخطوطة هنا "سعيد "، مكان "شعبة "، وهو تصحيف فاحش .
(27) الأثر:20762 - "الحسين بن سلمة بن إسماعيل بن يزيد بن أبي كبشة الأزدي ، الطحان "شيخ الطبري ، ثقة ، مضى برقم:17608 . وكان في المطبوعة والمخطوطة:"الحسن بن سلمة "، وهو خطأ .
و "محمد بن معمر البحراني "، شيخ الطبري ، ثقة ، روى له الجماعة . مضى مرارًا كثيرة آخرها رقم:16885 .
و "عبد الملك بن عمرو القيسي "، و "أبو عامر العقدي "، ثقة من شيوخ أحمد ، مضى مرارًا ، آخرها:17608 .
و "عباد بن راشد التميمي "، ثقة ، وليس بالقوي ، روى له البخاري مقرونًا بغيره ، مضى مرارًا ، آخرها:17608
و "داود بن أبي هند "، ثقة ، مضى مرارًا كثيرة .
و "أبو نضرة "، "المنذر بن مالك بن قطعة العبدي "، تابعي ، ثقة ، كثير الحديث ، مضى مرارًا آخرها رقم:15797 - 15801 .
فهذا حديث صحيح الإسناد ، رواه أحمد في مسنده 3:3 ، عن أبي عامر العقدي ، بإسناده. وخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 3:47 ، وقال:"رواه أحمد والبزار ، ورجاله رجال الصحيح "، وخرجه السيوطي في الدر المنثور 4:80 ، وزاد نسبته إلى ابن أبي الدنيا في ذكر الموت ، وابن أبي عاصم في السنة ، وابن مردويه ، والبيهقي في عذاب القبر ، وقال:"بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري ". وفي لفظ الخبر بعض الخلاف .
"المطراق "، مما لم تذكره كتب اللغة ، وهو ثابت ، في جميع روايات الخبر، في المواضع التي ذكرتها ، وهو صحيح في العربية ، ومثله "المطرق "بكسر فسكون ، ومضى في الخبر رقم:2389 ، و "المطرقة "، ، وهي مضربة الحداد التي يطرق بها الحديد .
وقوله:"لا دريت ، ولا تدريت "، هكذا هو في المخطوطة ، فأثبته على ذلك، وكان في المطبوعة:"لا دريت ولا تليت "، كما جاء في جميع المراجع الآنفة . والذي في المخطوطة مكتوب بوضوح ، لا أجده سائغا أن يكون الناسخ صحف "تليت "إلى "تدريت ". مع شهرة الخبر . فإن صحت هذه رواية في الخبر رواها أبو جعفر ، فإنه تكون "تَفَعَّلَ "من "دَرَى "أي طلبت الدراية ، كما تقول "علم "، وهما سواء في المعنى . وهي جيدة المعنى جدًا .
وأما "لا دريت ولا تليت "، فقد اختلف في معناها . قالوا:هي من "تلوت "أي لا قرأت ولا درست من "تلا يتلو "فقالها بالياء ليعاقب بها "الياء "في "دريت ". وكان يونس يقول:"إنما هو:"ولا أَتليت "في كلام العرب ، معناه:أن لا تتلى إبله ، أي لا يكون لها أولاد "تتلوها ". وقال غيره:"إنما هو:لا دريت ولا اتَّليت ، على افتعلت ، من "ألوت "أي أطقت واستطعت ، فكأنه قال:لا دريت ولا استطعت ". وقال ابن الأثير:"المحدثون يرون هذا الحديث:ولا تليت ، وصوابه:"ولا ائتَليْت ".
وقال الزمخشري في الفائق ( تلا ) ، وذكر الخبر:"أي ، ولا اتبعت الناس بأن تقول شيئا يقولونه . ويجوز أن يكون من قولهم:"تلا فلان تِلْوَ غير عاقِل "، إذا عمل عمل الجهال ، أي لا علمت ولا جهلت يعني:هلكت فخرجت من القبيلتين .
وأحسب أن الذي في التفسير ، إن صحت روايته ، أبين دلالة على المعنى مما ذهبوا إليه . هذا ، وفي رواية الخبر عند جمعهم زيادة في هذا الموضع:"فيقول:لا أدري ، سمعت الناس يقولون شيئًا ". وهذه رواية أحمد .
(28) الأثر:20763 - هذه هي الطريق الثانية ، كما ذكرت في التعليق على رقم:20758 .
(2) طريق زاذان ، عن البراء .
رواه أبو جعفر من طريقين مختصرًا .
1 - طريق الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن زاذان .
2 - طريق يونس بن خباب ، عن المنهال ، عن زاذان .
ثم رواه عن الأعمش من خمس طرق:عن أبي بكر بن عياش ، عن الأعمش:20763 ، وعن أبي معاوية ، عن الأعمش:20764 ، وعن جرير ، عن الأعمش:20765 ، وعن ابن نمير ، عن الأعمش:20766 ، وعن أبي عوانة ، عن الأعمش:20780 ، 20787 .
و"المنهال بن عمرو الأسدي ". تكلموا فيه ، ووثقه جماعة ، ورجح أخي السيد أحمد رحمه الله توثيقه في المسند 714 ، وفي الطبري:337 . وقال أبو الحسن بن القطان:"كان أبو محمد بن حزم يضعف المنهال ، ورد من روايته حديث البراء "، يعني هذا الحديث ، ولم يخرج له البخاري ولا مسلم في الصحيح شيئًا . وروى ابن أبي خيثمة:أن المغيرة ، صاحب إبراهيم ، ( وهو المغيرة بن مقسم الضبي ) ، وقف على يزيد بن أبي زياد فقال:ألا تعجب من هذا الأعمش الأحمق ، إني نهيته أن يروي عن المنهال بن عمرو ، وعن عباية ، ففارقني على أن لا يفعل ، ثم هو يروي عنهما ، نشدتك بالله تعالى ، هل كانت تجوز شهادة المنهال على درهمين ؟ قال:اللهم لا "، فهذا من أشد ما يقال فيه ، ولكنه محمول إن شاء الله على مقالة المتعاصرين ، يقول بعضهم في بعض .
و "زاذان "، "أبو عبد الله أو أبو عمر الكندي "الضرير البزار ، تابعي ثقة ، مضى مرارًا .
وقد أفاض أبو عبد الله الحاكم في المستدرك 1:37 - 40 في جمع طرق هذا الحديث ، وجاء بالشواهد من الأخبار على شرط الشيخين ، يستدل بها على صحة خبر المنهال ، عن زاذان .
وزاد الحاكم رواية سفيان ، عن الأعمش 1:38 ، وهي في المسند 4:297 ، ، ورواية شعبة ، عن الأعمش 1:38 ، وفي مسند أحمد رواية زائدة عن الأعمش 4:288 .
وزاد أبو جعفر الطبري رواية أبي بكر بن عياش ، عن الأعمش في هذا الإسناد ، وفيما سلف مختصرًا رقم:14614 . وانظر الكلام على الآثار التالية من هذه الطريق ، وما سلف في التعليق على رقم:14614 . وخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 3:49 - 51 ، وقال:"هو في الصحيح وغيره ، باختصار ، رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح "
(29) الأثر:20764 - من طريق أبي معاوية ، عن الأعمش ، رواه أحمد في المسند 4:287 ، والحاكم في المستدرك 1:37 ، وأبو داود في سننه 4:330 .
(30) 20765 - من طريق جرير ، عن الأعمش ، رواه أبو داود مختصرًا في سننه 3:289 .
(31) الأثر:20766 - من طريق عبد الله بن نمير ، عن الأعمش ، رواه أحمد في المسند 4:288 ، وأبو داود في سننه 4:331 ، والحاكم في المستدرك 1:37 .
(32) الأثر:20768 - هذه طريق يونس بن خباب ، عن المنهال ، كما ذكرت في التعليق على رقم:20763 ، رواها أبو جعفر من طريق عمرو بن قيس ، عن يونس:20768 . ومن طريق معمر ، عن يونس:20769 ، ومهدي بن ميمون ، عن يونس:20769 أيضًا .
و "يونس بن خباب الأسيدي "، ضعيف جدًا ، قال يحيى القطان:"ما تعجبنا الرواية عنه "، وقال ابن معين:"رجل سوء ، وكان يشتم عثمان ". وقال البخاري:"منكر الحديث "، وقال:ابن حبان:"لا تحل الرواية عنه ". وقال أبو حاتم:"مضطرب الحديث ، ليس بالقوي "، مترجم في التهذيب ، والكبير 4/2/404 ، وابن أبي حاتم 4/2/238 ، وميزان الاعتدال 3:337 .
وهذا حسبك في ضعفه من هذه الطريق . وقد زاد أحمد في مسنده 4:296 ، روايته من طريق حماد بن زيد ، عن يونس . وزاد الحاكم في المستدرك روايته من طريق شعيب بن صفوان عن يونس . وعباد بن عباد ، عن يونس 1:39 .
(33) الأثر:20768 - مكرر الأثر السالف .
وحديث معمر ، عن يونس بن خباب ، رواه أحمد في المسند 4:295 ، والحاكم في المستدرك 1:39 .
وحديث مهدي بن ميمون ، عن يونس ، رواه الحاكم في المستدرك 1:39.
(34) الأثر:20769 - "محمد بن خلف بن عمار العسقلاني "، شيخ الطبري ، ثقة مضى مرارًا . آخرها رقم:20633 .
و "آدم "، هو "آدم بن أبي إياس العسقلاني "، ثقة ، مضى مرارًا كثيرة ، آخرها رقم:16944 .
و "حماد بن سلمة "، ثقة ، مضى مرارًا كثيرة .
و "محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي "، ثقة ، روى له الجماعة ، مضى مرارًا كثيرة.
و "أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري "، تابعي ثقة ، كثير الحديث ، مضى مرارًا .
فهذا خبر صحيح الإسناد ، ولم أجده عند غير أبي جعفر ، وخرجه السيوطي في الدر المنثور 4:81 ، وزاد نسبته إلى ابن مردويه ، وكأنه مختصر الخبر التالي .
(35) الأثر:20770 - لعله مطول الخبر السالف .
"مجاهد بن موسى بن فروخ الخوارزمي "، شيخ الطبري ، ثقة ، مضى برقم:510 ، 3396 .
و "الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني "، شيخ الطبري ، ثقة ، مضى مرارًا آخرها:20411 .
و "يزيد "هو "يزيد بن هارون السلمي الواسطي "، أحد الأعلام الحفاظ المشاهير ، مضى مرارًا كثيرة آخرها:15348 .
فهذا خبر صحيح الإسناد ، أخرجه الحاكم في المستدرك 1:379 من طريق سعيد بن عامر ، عن محمد بن عمرو بن علقمة ، ثم من طريق حماد بن سلمة ، عن محمد بن عمرو 1:380 ، وقال:"هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه "، وتابعه الذهبي .
وخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 3:51 ، 52 ، مطولا وقال:"رواه الطبراني في الأوسط ، وإسناده حسن "، ثم قال:"روى البزار طرفًا منه "، ثم انظر حديثًا آخر عنده عن أبي هريرة 3:53 ، 54 .
وخرجه السيوطي في الدر المنثور 4:80 ، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبه ، وهناد بن السري في الزهد ، وابن المنذر ، وابن حبان ، وابن مردويه ، والبيهقي .
وكان في المطبوعة:"فيجلس قد مثلت له الشمس "، كما في مجمع الزوائد ، والدر المنثور . وفي المستدرك:"فيقعد ، وتمثل له الشمس "، وأثبت ما في المخطوطة .
(36) الأثر:20771 - "أبو قطن ""عمرو بن الهيثم الزبيدي القطعي "، ثقة ، مضى مرارًا آخرها رقم:20599 .
و "المسعودي "، هو "عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة المسعودي "، كان ثقة ، واختلط بأخرة ، رواية المتقدمين عنه صحيحة ، مضى مرارًا ، آخرها رقم:17982 .
و "عبد الله بن مخارق "، مشكل أمره جدًا . فقد ترجم له البخاري في الكبير 3/1/208 ، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/2/179 ، وقالا جميعًا واللفظ هنا لابن أبي حاتم:"عبد الله بن مخارق بن سليم السلمي كوفي ، روى عن أبيه مخارق ، روى عنه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي ، وأبو العميس عتبة بن عبد الله ، وعبد الملك بن أبي غنية "، ثم ذكر ابن أبي حاتم عن يحيى بن معين أنه سئل عن "عبد الله بن مخارق بن سليم فقال:مشهور ".
وقال البخاري في ترجمته:"روى سماك ، عن قابوس بن مخارق الشيباني ، وروى أيضًا سليمان الشيباني ، عن مخارق بن سليم الشيباني ، فلا أدري ما بينهما ". فشك البخاري في نسبة أبيه أهو "سلمي "أو "شيباني "، كما ترى .
فلما ترجم في فصل "مخارق "، الكبير 4/1/430 ترجم "مخارق "أبو قابوس ، عن علي ، روى عنه ابنه قابوس ، وهو ابن سليم ، قاله ابن طهمان ". ثم ترجم بعده "مخارق بن سليم الشيباني "وقال:"يعد في الكوفيين "، وأغفل "مخارق بن سليم السلمي "، الذي ذكر في ترجمة ابنه "عبد الله بن مخارق بن سليم السلمي "، أنه روى عن أبيه ، وهو صحابي ، كما هو ظاهر . وكذلك فعل ابن أبي حاتم 4/1/352 ، اقتصر أيضًا على "مخارق بن سليم الشيباني "، وأغفل "السلمي "الذي ذكره في باب "عبد الله ".
وأما الحافظ ابن حجر في التهذيب ، وفي الإصابة ، فإنه قال:"مخارق بن سليم الشيباني "، أبو قابوس ، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن ابن مسعود ، وعمار بن ياسر ، وعلي بن أبي طالب . روى عنه ابناه قابوس ، وعبد الله . ذكره ابن حبان في الثقات ".
فهذا لفظ جامع ، يدل على أن "عبد الله بن مخارق "هذا إنما هو "الشيباني "، وأن "السلمي "، نسبة لا يكاد يعرف صاحبها ، وتزيد أباه في الصحابة جهالة ، وهذا مستبعد .
و "عبد الله بن مخارق بن سليم الشيباني "، هو نابغة بني شيبان ، الشاعر المشهور ، وهو أخو "قابوس بن مخارق بن سليم الشيباني "، المترجم في التهذيب ، وفي الكبير 4/1/193 ، غير منسوب إلى "شيبان "أو "سليم "وفي ابن أبي حاتم 3/2/145 ، فيما أرجح . وقد كنت قرأت قديمًا في كتاب غاب عني مكانه اليوم:أن قابوسًا كان شاعرًا ، وأن أخاه عبد الله ، نابغة بني شيبان ، كان محدثًا ، ثم رأى أحدهما رؤيا ، أو كلاهما ، فترك "قابوس "الشعر وطلب الحديث ، وترك "عبد الله "الحديث وأخذ في الشعر ، فصار نابغة بني شيبان . وقد كان عبد الله بن مخارق نابغة بني شيبان ، ينشد الشعر فيكثر ، حتى إذا فرغ قبض على لسانه فقال:والله لأسلطن عليك ما يسوءك:سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر "( جاء هذا في كتاب المنتقى من أخبار الأصمعي:6 ) ، فهذا كأنه مؤيد للرواية التي غاب عني مكانها ، وأسأل من وجدها أن يدلني على مكانها .
فهذا الخبر مضطرب جدًا ، ولكن خرجه الهيثمي في مجمع الزوائد 3:54 وقال:"رواه الطبراني في الكبير ، وإسناده حسن "، وخرجه السيوطي في الدر المنثور ونسبه إلى ابن جرير ، والطبراني ، والبيهقي في عذاب القبر .
(37) الأثر:20772 - هذه هي الطريق الثالثة ، لحديث البراء مختصرًا .
(3) طريق خيثمة ، عن البراء .
من طريق واحدة ، بإسنادين .
1 - سفيان ، عن أبيه ، عن خيثمة .
أما الأول ، فعن "أبي خالد القرشي "، وهو "عمرو بن خالد القرشي "، وهو منكر الحديث . كذاب ، غير ثقة ولا مأمون ، مترجم في التهذيب ، والكبير 3/2/328 ، وابن أبي حاتم 3/1/230 وميزان الاعتدال 2:286 ، فهو بإسناد أبي خالد متروك لا يشتغل به .
وأما "أبو أحمد "، فهو الزبيري "محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي "، ثقة روى له الجماعة مضى مرارًا ، آخرها:20470 .
و "سفيان "هو الثوري الإمام .
وأبوه "سعيد بن مسروق الثوري "، ثقة ، روى له الجماعة ، مضى مرارًا آخرها رقم:13766 .
و "خيثمة "، هو "خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي "، تابعي ثقة ، روى له الجماعة مضى مرارًا آخرها:11145 .
ومن طريق سفيان عن أبيه ، رواه مسلم في صحيحه ( 17:204 ) ، والنسائي في سننه 4:101 ، كلاهما عن عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان .
(38) الأثر:20773 - هو مكرر الأثر السالف:20760 ، مع زيادة .
و "عفان "، هو "عفان بن مسلم بن عبد الله الصفار "، ثقة ، من شيوخ أحمد ، روى له الجماعة ، مضى مرارًا آخرها:20331 .
ومن طريق عفان رواه أحمد في المسند 4:282 ، كما سلف في تخريج الخبر رقم 20760 .
(39) الأثر:20774 - هذا إسناد ضعيف جدًا ، وإن كثر دورانه في التفسير ، وسلف بيانه وشرحه في أول التفسير رقم:305 .
(40) الأثر:20780 - حديث البراء بن عازب ، من طريق زاذان عن البراء ، كما سلف في التعليق علي:20758 ، ثم من طريق الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، كما سلف في التعليق على:20763 .
"أبو ربيعة "، "فهد "، متكلم فيه ، كما سلف بيانه رقم:5623 ، وقد مضى مرارًا آخرها:15905 .
و "أبو عوانة "، هو "الوضاح بن عبد الله اليشكري "، ثقة ، روى له الجماعة ، مضى مرارًا آخرها:17010 .
ومن طريق أبي عوانة ، عن الأعمش رواه أبو داود الطيالسي في مسنده مطولا:102 ، وقد سلف ما قلناه في هذا الإسناد في شرح الأثر رقم:20763 ، وانظر ما سيأتي رقم:20787 ، بهذا الإسناد نفسه .
(41) في المطبوعة:"المسألة "، وكتب في رسم المخطوطة:"المسايلة "، وهي صحيحة.
(42) في المطبوعة قدم وأخر:، "لما هدي له من الإيمان المؤمن بالله "، وليست بشيء .
(43) في المطبوعة:"يقول:ويضل الله الظالمين ، والصواب ما في المخطوطة .
(44) الأثر:20787 - هذا آخر حديث البراء بن عازب . وانظر التعليق السالف على الأثر:20780 .