{ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار26 يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء27} .
المفردات:
اجتثت: قطعت واستؤصلت .
من قرار: من ثبات في الأرض .
التفسير:
26{ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار} .
أي: وصفة كلمة خبيثة ،هي: كلمة الكفر والشرك وكل فساد ؛كشجرة خبيثة ،لا قرار ثابت لها ،فهي كالحنظل وكل نبات لا ثمر له ،ولا يرجى منه خير .
{اجتثت من فوق الأرض} .أي: اقتلعت جثتها وهيئتها ،من فوق الأرض ؛لقرب عروقها وجذورها من سطح الأرض .
{مالها من قرار} .
أي: ليس لهذه الشجرة أصل ثابت ،ولا فرع صاعد ،وكذلك الكافر ،لا خير فيه ،لا يصعد له قول طيب ،ولا عمل صالح ؛لأنه لا إيمان عنده ،فهذا وجه تشبيه الكافر بالشجرة الخبيثة .
الشجرة الخبيثة
هي شجرة طعمها مر كالحنظل ،وليس لها ثمر ،وليس لها أساس ثابت ،وقيل: شجرة الشوك ،وقيل: كل شجر لا يطيب له ثمر ، وقيل: هي شجرة لم تخلق على الأرض .
وقال ابن عطية: الظاهر أن التشبيه وقع بشجرة غير معينة ،جامعة لتلك الأوصاف التي وصفها الله بها .
والخلاصة: أن كلام المؤمنين نافع مفيد ،أساسه قوي متين ،وأهدافه سامية ،وثماره نافعة متعددة ،وكلام الأشقياء وأصحاب الشهوات والنفوس الضعيفة ،باطل لا أساس له ،ولا ثمار ،أشبه بالحنظل أو بالأشجار الخبيثة التي لا نفع فيها ولا فائدة .