المفردات:
تؤتي أكلها كل حين: تعطي ثمرها في كل وقت .
التفسير:
{تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ...} .
فالنخلة لا تضن بثمارها في أي وقت من الأوقات ،ويؤكل البلح ليلا ونهارا ،صيفا وشتاء ،ويؤكل منه الجمار والبلح والبسر والرطب والتمر ،وكل نتاج النخلة خير وبركة ،وهي كقلب المؤمن لا تجف صيفا ولا شتاء .
وكذلك الإيمان في قلب المؤمن ثابت كجذور النخلة ،وأعمال المؤمن تصعد إلى السماء:{إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} . ( فاطر:10 ) .،والإيمان يؤتى ثماره في كل حين وآن ،من الأعمال الصالحة ،والجهاد ،والذكر ،والصدقة ،وصلة الرحم ،ونشر العلم ،وأداء العبادات والمعاملات ،وكذلك النخلة أو كل شجرة مثمرة نافعة ،تؤتي أكلها وثمارها كل وقت وآن ،{بإذن ربها} .أي: بأمره ومشيئته ،حيث شاء أن ينتفع الناس بهذه الثمار في كل حين .
{ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون} .
ختم الله هاتين الآيتين ببيان الحكمة من ضرب الأمثال في القرآن الكريم ،وهي: الحث على التفكر والتأمل والاعتبار ،وفيها زيادة إفهام وتذكير للناس ؛لأن أنس النفوس بها أكثر ،فهي تخرج المعنى من خفي إلى جلي ،ومما يعلم بالفكر إلى ما يعلم بالحس والطبع ،وفيها تقريب للبعيد ،وتقرير للقريب ،وإبراز المعاني المقولة بالصور المحسوسة .
في أعقاب تفسير الآيتين:
المراد بالشجرة الطيبة عن جمهور المفسرين: النخلة ،وقيل: هي كل شجرة مثمرة طيبة الثمار والمنظر والرائحة ،وقيل: غير ذلك ،وقد رجح الألوسي والطبري وغيرهم: أن المراد بالشجرة الطيبة: النخلة ؛لصحة الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .