والأُكْل بضم الهمزة المأكول ،وإضافته إلى ضمير الشجرة على معنى اللام .وتقدم عند قوله:{ ونفضل بعضها على بعض في الأكل} في سورة الرعد ( 4 ) .
فالمشبّه هو الهيئة الحاصلة من البهجة في الحس والفرح في النفس ،وازدياد أصول النفع باكتساب المنافع المتتالية بهيئة رُسوخ الأصل ،وجمال المنظر ،ونماء أغصان الأشجار .
ووفرة الثِمار ،ومتعة أكلها .وكل جزء من أجزاء إحدى الهيئتين يقابله الجزء الآخر من الهيئة الأخرى ،وذلك أكمل أحوال التمثيل أن يكون قابلاً لجمع التشبيه وتفريقه .
وكذلك القول في تمثيل حال الكلمة الخبيثة بالشجرة الخبيثة على الضد بجميع الصفات الماضية من اضطراب الاعتقاد ،وضيق الصدر ،وكدر التفكير ،والضر المتعاقب .وقد اختصر فيها التمثيل اختصاراً اكتفاءً بالمضاد ،فانتفت عنها سائر المنافع للكلمة الطيبة .
وفي « جامع الترمذي » عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"مثل كلمة طيّبة كشجرة طيّبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها"قال: هي النخلة ،{ ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار} قال: هي الحَنْظَل .