التاء في قوله:{ فإن اتبعتني} تفريع على وعد موسى إياه بأنه يجده صابراً ،ففرع على ذلك نهيه عن السؤال عن شيء مما يشاهده من تصرفاته حتى يبينه له من تلقاء نفسه .
وأكد النهي بحرف التوكيد تحقيقاً لحصول أكمل أحوال المتعلم مع المعلم ،لأن السؤال قد يصادف وقت اشتغال المسؤول بإكمال عمله فتضيق له نفسه ،فربما كان الجواب عنه بدون شَرَهِ نفس ،وربما خالطه بعض القلق فيكون الجواب غير شاففٍ ،فأراد الخضر أن يتولى هو بيان أعماله في الإبان الذي يراه مناسباً ليكون البيان أبسط والإقبال أبهج فيزيد الاتصال بين القرينين .
والذكر ،هنا: ذكر اللسان .وتقدم عند قوله تعالى:{ يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي} في سورة البقرة ( 40 ) .أعني بيان العلل والتوجيهات وكشف الغوامض .
وإحداث الذكر: إنشاؤه وإبرازه ،كقول ذي الرمة:
أحْدَتْنا لخالقهَا شُكراً
وقرأ نافع{ فَلَا تَسْأَلَنِّي} بالهمز وبفتح اللام وتشديد النون على أنه مضارع سأل المهموز مقترناً بنون التوكيد الخفيفة المدغمة في نون الوقاية وبإثبات ياء المتكلم .
وقرأ ابن عامر مثله ،لكن بحذف ياء المتكلم .وقرأ البقية{ تسألني} بالهمز وسكون اللام وتخفيف النون .وأثبتوا ياء المتكلم .