ذكرا: بيانا وشرحا .
قال الرجل الصالح: إن سرت معي ورأيت أني عملت عملاً منكرا فلا تعترض علي وتسألني عنه حتى أحدثك عنه وأبين لك سره .
وهذا العبد الصالح اختلف العلماء فيه ،هل هو الخضر كما هو شائع بين أكثر المفسرين أو هو رجل آخر ،وهل هو نبي أو ملك من الملائكة ،أو ولي ؟وهذا قول كثير من العلماء .
واختُلف فيه: هل هو لا يزال حيا إلى اليوم أو أنه مات ،فقد أنكر البخاري أن يكون حيا ،وعلماء السنة يقولون إنه ميت بدليل قوله تعالى:{وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الخلد} [ الأنبياء: 34] .
وبذلك جزم ابنُ المناوي وإبراهيم الحربي وأبو طاهر العبادي ،وأبو يعلى الحنبلي ،وأبو الفضل بن تامر ،والقاضي أبو بكر بن العربي ،وأبو بكر بن النقاش ،وابن الجوزي .قال أبو الحسين بن المناوي: بحثت عن تعمير الخضر ،وهل هو باق أم لا فإذا أكثر المغفلين مغترون بأنه باق ،والأحاديث الواردة واهية والسند إلى أهل الكتاب ساقط لعدم ثقتهم .
وقال في « فتح البيانط: والحق ما ذكره البخاري وأضرابه في ذلك ،ولم يرد في ذلك نص مقطوع به ،ولا حديث مرفوع إليه صلى الله عليه وسلم حتى يقيمه عليه .
ويقول الصوفيون أنه حي وأن بعضهم لقيه ،وهذا كلام ليس عليه دليل ويناقض نصوص القرآن .
وبما أنه لم يرد نص معتمد في القرآن أو الحديث فإننا نكتفي بالعبرة من القصة ،ولا يهمنا معرفة الأسماء والأشخاص .
وقد كتب الحافظ ابن حجَر في الإصابة بحثا طويلا في نحو عشرين صفحة قال فيه: وقد جمعت من أخباره ما انتهى إليّ علمه مع بيان ما يصح من ذلك وما لا يصح .