( قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء ) أي:ابتداء ( حتى أحدث لك منه ذكرا ) أي:حتى أبدأك أنا به قبل أن تسألني .
قال ابن جرير:حدثنا ابن حميد ، حدثنا يعقوب ، عن هارون بن عنترة ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال:سأل موسى ربه - عز وجل - فقال:رب ، أي عبادك أحب إليك ؟ قال:الذي يذكرني ولا ينساني . قال فأي عبادك أقضى ؟ قال:الذي يقضي بالحق ولا يتبع الهوى . قال أي رب ، أي عبادك أعلم ؟ قال الذي يبتغي علم الناس إلى علمه ، عسى أن يصيب كلمة تهديه إلى هدى أو ترده عن ردى . قال:أي رب هل في أرضك أحد أعلم مني ؟ قال:نعم . قال:فمن هو ؟ قال الخضر . قال:فأين أطلبه ؟ قال على الساحل عند الصخرة ، التي ينفلت عندها الحوت . قال:فخرج موسى يطلبه ، حتى كان ما ذكر الله ، وانتهى موسى إليه عند الصخرة ، فسلم كل واحد منهما على صاحبه . فقال له موسى:إني أريد أن تصحبني قال إنك لن تطيق صحبتي . قال:بلى . قال:فإن صحبتني ( فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا ) قال:فسار به في البحر حتى انتهى إلى مجمع البحور ، وليس في الأرض مكان أكثر ماء منه . قال:وبعث الله الخطاف ، فجعل يستقي منه بمنقاره ، فقال لموسى:كم ترى هذا الخطاف رزأ من هذا الماء ؟ قال:ما أقل ما رزأ! قال:يا موسى فإن علمي وعلمك في علم الله كقدر ما استقى هذا الخطاف من هذا الماء . وكان موسى قد حدث نفسه أنه ليس أحد أعلم منه ، أو تكلم به ، فمن ثم أمر أن يأتي الخضر . وذكر تمام الحديث في خرق السفينة ، وقتل الغلام ، وإصلاح الجدار ، وتفسيره له ذلك .