وصفهم بما يزيد معنى المتقين بياناً بقوله تعالى:{ الذين يخشون ربهم بالغيب} وهو على نحو قوله تعالى:{ هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب} في[ سورة البقرة: 23] .
والباء في قوله تعالى{ بالغيب} بمعنى ( في ) .والغيب: ما غاب عن عيون الناس ،أي يخشون ربهم في خاصتهم لا يريدون بذلك رياء ولا لأجل خوف الزواجر الدنيوية والمذمة من الناس .
والإشفاق: رجاء حادث مخوف .ومعنى الإشفاق من الساعة: الإشفاق من أهوالها ،فهم يعدُّون لها عُدَّتها بالتقوى بقدر الاستطاعة .
وفيه تعريض بالذين لم يهتدوا بكتاب الله تعالى بدلالة مفهوم المخالفة لقوله تعالى:{ الذين يخشون ربهم بالغيب} .فمن لم يهتد بكتاب الله فليس هو من الذين يخشون ربهم بالغيب ،وهؤلاء هم فرعون وقومه .