قوله تعالى:{ وأنا على ذلكم من الشاهدين} إعلام لهم بأنه مُرسل من الله لإقامة دين التوحيد لأن رسول كلّ أمة شهيد عليها كما قال تعالى:{ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً}[ النساء: 41] ،ولم يكن يومئذ في قومه من يشهد ببطلان إلهية أصنامهم ،فتعين أن المقصود من الشاهدين أنه بعض الذين شهدوا بتوحيد الله بالإلهية في مختلف الأزمان أو الأقطار .
ويحتمل معنى التأكيد لذلك بمنزلة القَسَم ،كقول الفرزدق:
شهد الفرزدق حين يلقى ربه *** أن الوليد أحقُّ بالعذر