{قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فطَرَهُنَّ وَأَنَاْ عَلَى ذلِكُمْ مِّنَ الشَّاهِدِينَ} إنه يريد تأكيد الرفض للأصنام من موقع الجدية الفكرية التي تصل إلى مستوى الحقيقة التي يشهد بها ،كما لو كان شاهداً عليها من صميم الحس والوجدان ،فهو لا يرى إلهاً له ولقومه وللناس وللكون كله في السماوات والأرض إلا الله الواحد الذي خلقهن من العدم من قاعدة القدرة المطلقة التي لا تقف عند حد ،فكيف يمكن أن يدّعي أحدٌ ألوهيّة غيره ،لا سيما إذا كان ذلك في صورة هذه الأحجار الصمّاء التي حولوهابالفن البشريإلى تماثيل منحوتة من دون أيّ معنى ،ولذلك فإنه يواجههم بالحكم بالضلال في موقفهم بطريقةٍ حاسمةٍ لا تقبل الجدل .